دردشة على باب مصر
ألف ليلة وليلة إبداع على باب مصر. الحلقة الرابعة عشر
كلما يأتي المساء نبدأ ورشتنا الأدبية لشعر العامية
على جروب شعبة العامية
في ليلة من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر
وهكذا… ورشتنا الليلة
مولاي القارئ الهمام ،سلام عليك سلام ،أتيت لك بكأس المُدام؛
في هذا المساء الذي يحفه الوئام ؛وحكايتي الليلة عن :
نص شعر عامية لمبدع رسام، يرسم الكلمة لحن كأنها الأنغام.
مع الليلة الرابعة عشر للشاعرة
ا. سيدة القصاص
ونص العامية ” عبيط ” للشاعرة سيدة القصاص
عبيـط …. قلبي
ساعات مطيور
ساعات مجنون
ساعات بيصـدق
الخاينين
لكن ما يخون
ساعات يرقـُص
ساعات يرفُـس
ويتنطط من الفرحة
وساعات محـزون
ومهما العمر بيعدي
طفولته تزيد
ويتشعبط… ف
قشَّايا
يمد الإيد
بمليـون… لون
ينادي. .. الحب
يتمرجح
ف أنـاتـه
ويشـرب شهـد
عذابـاته
ما يكره يـوم
دا حتـي بيعشـق
الكارهين
وعنده ( بيسين)
من الأشـواق
عليه بيعوم
وف ضلوعي…
( مصاطب ) نور
( وتكاية)
لأي ظنون
..وقـلـبي
سنبـلات خضـرا
ف إيد الحـور
ضلوعي مش
مكفيّــة
طموحـاته
يدُق يدُق يتفتت
يبِـات مكسـور
قـُليـب (عفريـت)
بيتـشاقيَ
وأنـا سيبـاه
طب أعـمـل أيـه؟؟
بيصعب قلبي علي
روحي عشان
مسكين
حزين محروم
خلاص يااا قلبي
بكفاية…
ما تـستـرجـل !!!
جرالك أيه ؟؟؟
خـلاص ملِّيت
من… اللعبة
فطامك … آن
وأنا استسلمت
والماضي
ردمت عليه.
شعر / سيدة القصاص
الشاعر
ا. مدحت رياض :
نص رائع خفيف برغم ما يحتوي من الم ووصف لحالة العذاب
يحاور الشاعر القارئ عن قلبه
ثم يحاور قلبه ثم لايلبث أن يقحم القارئ كشاهد وكطرف ثالث وأخيرا يوجه النصح اللازع لقلبه
هي قصيدة اقرب للملحمة الشعبية ترتدي بعض الأناقة
نص فيه العديد من الصور فوق الرائعة
يتمرجح في أناته
ويشرب شهد عذاباته
وكأنها تسمعني أم كلثوم
أمر عذاب وأحلى عذاب عذاب الحب للأحباب
بداية النص صادمة وجاذبة
عبيط قلبي وليس قلبي عبيط
يوحي بالكثير من ملامح الشاعر ويعطي انطباع أولي عن شخصه وطباعه
لحظة الحوار الأخيرة
ما تسترجل جرالك أيه ؟؟
تحس أنها جسدت القلب شخصا تحادثه
ويستمع بانكسار فطوال النص تقمص القلب دور المتلقي ولم ينطق اعترافا بصفته التي أعطته إياها
لازلت اعترض علي (يرفس)
وأضيف إليها البيسين في بداية القراءة إلا أن الأركان في بقية الأبيات جعلتها مستساغة بشكل ما
أبدعتي أستاذتي الشاعرة الجميلة طيبة القلب
جملة أخيرة (قلبك طيب جدا وأنا أعرفك جيدا وليس عبيطا
وإن كان بصفاته عبيطا فاللهم عبط كل القلوب)
خالص امتناني لما أهديتنا من متعة.
*الشاعر
ا. عبد السلام عبد النبي :
سيدتي الفاضلة
دعيني اجوب مع النص قليلا فهو عمل مكتوب بلغة سهلة سلسه واضحه ليس فيها ابهامعبيط قلبي
ساعات مطير ساعات مجنون ساعات بيصدق الخاينين لكن ما يخلون ما تحمله هذا القلب الصافي النقي
متغيرات القلب وعنفوانه
ساعات يرقص ساعات يرفس
ويتنطط من الفرحه
وساعات محزون ومهما العمر بيعدي
طفولته تزيد ويتشعبط
فقشايا يمد اليد
هذا العنوان الذي يحرك ساكن القلب ويمنحه القوه ويعود للقلب عنفوان الطفوله والامل البراقويظهر هذا في لفظ ويتشعبط في قشايا
نعود الي حاله أخري لهذا القلبالمتارجح بين حالات شتي
صفاء هذا القلب في قوله
ما يكره يوم دا حتي بيعشق تصوير جميل وراقي جدا الكارهين وعنده بيسين من الاشواق عليه بيعوم
ونستمتع اكثر عندما يوصف هذا القلب بسنبلات خضر فيه العطاء
الجمال في هذه العباره عندما تحدث عن الحوار العين حامله ذاك القلب الطيب
هذا القلب المليء بالعشق يتحول إلي حاله اخيره وهي حاله الانكسار ورغم الانكساريعود القلب الشقاوه والروح تتالم لذلك
تحدث الروح القلب وتطلب منه أن يتمهلوان وقت الفطام قد حان وانها قد استلمت للماضي
سيدتي الفاضلة اخذتني بهذا القلب الحالم دا ءما
النص جميل فيه استرسال ولغه مقبوله ومفردات لغويه ممتعه
تحياتي لشخصك الكريم.
*الشاعر
ا. وائل هيبة :
المشاعر واضحة وراقية من الحيرة والإضطراب والألفاظ من اللهجة المصرية بها باع وخبرة كبيرة والموسيقى جميلة والوزن رائع باستثناء كلمة عذاباته على حسب رأيي
احسنت واجدت أستاذتنا المبدعة.
*الشاعر
ا. خالد الحمصي :
استاذه أعلق اقول أيه لا تعليق، نص جميل موزون لا غبار عليه سلمت أناملك..لكن هناك ملحوظة، هي عذاباته.
*الشاعرة
ا. عبير عبد المنعم :
عبيط..
عبيط قلبي
عبيط معناها غير ناضج أو طري..
وفي لغتنا الدارجه هو الأبله الذي لايدرك ..
لكن القلب يدرك وعبيط هنا قصدت بها الطيب ففي لغتنا يطلق لفظ عبيط على الذي لا يدرك..
وصفت القلب بصفات عديدة لا يتناسب الوصف مع كلمة عبيط.. فهو الذي لا يخون..ويفرح..وساعات محزون.. ويظل طفلا يتشعبط في كل شيء ..جعلت له صوت ينادي وهو النبض ينادي الحب وحددت يتمرجح في اناته ياااله من مجاز منتهى الالم مرجيحة الانين في الحب..ويعشق من يكره مسامح نوراني..
نأتي لكلمة بيسين والتي فصلتني نوعا ما لكنها بحور من الاشواق كانت ستكون افضل..الضلوع مصاطب نور وتكاية..ذكرتني ببيت في قصيدة لي ( يا مالكا قلبي سكناك بالروح والمتكأ كبدي)
لكن هي جعلت الظنون تتكأ تهدأ ولا تثور منتهى الحب..الروح التي تشعر بالقلب ويصعب عليها من ضعفه ولغة النص دافية من كلمة بيتشعبط، يتفتت، يعشق، يشرب،
إلى ان جعلته طفل حان فطامه ..ما أجملك القصيدة جميلة بل رائعة وهي لأنسانة رائعة الأستاذة سيدة تحياتي لكِ ولرائعتك.
*الشاعرة
ا. أسماء البيطار :
العنوان غريب و لكنه يتماشى مع الواقع فدائماً نقول على الطيب “عبيط ”
جميل ذلك القلب الذي يحمل كل الخير بطيته و مهما حصل ما بيحرمش
أخذت على النص فقط
كلمة ” يرفس ”
و كلمة ” بيسين ”
ليه مثلاً مش شلال من الأشواق .
و تحياتي لكِ أستاذة
*الشاعرة
ا. أمل البيلسان :
صورة جميلة رسمتها الشاعرة صورت لنا بها محاكاة رقبقة بينها وبين قلبها الندي المفعم بالحب لمن حوله .تجردت فيها من الانا فقد كان دائم العطاء للغير غير ابه بما يكنه الاخرين فهو بوصفها (عبيط قلبي )
جردته من كل الشوائب فهو قلب طفولي بريء سليم النوايا . لكن كان هناك صراع واضح بين عقلها الذي يرفض هذا الرضوخ للغير . والإنصياع وراء سذاجته بسبب ترسبات باقية ولدت نتيجة خيبات وانكسارات واجهتها ..صراع واضح ورفض عقلي ونفسي تمثل في
( خلاص يااا قلبي
بكفاية…
ما تـستـرجـل !!!
جرالك أيه ؟؟؟)
تصوير ذهني بديع حدد قوة النص
اما الناحية اللغوية فهي امتعتنا بمفردات جميلة بسيطة لكن عميقة الإحساس
شكلت تركيبة جعلتني أحس أنني.فعلا أمام طفلة بكل تفاصيل المعني
.الموسيقي جميلة حسب خبرتي البسيطة لا أرى أي هفوة ..
شكرا للأستاذة سيدة أمتعتيني حقا ،دام نبضك.
*الشاعرة الدكتورة :
ريهان القمري :
حوار داخلي يحمل الكثير من الشد و الجذب بين العقل و القلب و ذلك الصراع الأبدي المحتدم الذي لا يهدأ أبدا و يجعل الشاعرة تبدأ قصيدتها بإصدارها الحكم النهائي على القلب و تحمله التهم و تصدر عليك حكمها النهائي ليكون عنوانا لهذه القصيدة
تقوم الشاعرة بعد ذلك بعرض أسباب النطق بالحكم و تحاول أن تأخد القارئ معها إلى ساحة المحكمة و تعرض القضية التي اتهمت فيها هذا القلب بهذه التهم و تقوم بتفنيد كل المستندات و تقيم الأدلة و البراهين التي ترجمتها بقمة البراعة مثل :
ساعات مطيور
ساعات مجنون
ساعات بيصدق الخاينين
ثم تعود و تزيد الاتهام و اللوم عليه أنه رغم ذلك لا يخون و كأنها تستنكر عليه هذا الأمر
ثم تقيم عليه الحجة و البرهان بأن طفولته تزيد مع تقدم العمر و كأنها تريد أن تنهي جلستها هذه برفع قضية حجر على هذا القلب الذي أصابه الخرف
بعد ذلك تضيف الشاعرة لنا أنه يشرب شهد عذاباته في صورة قمة الروعة و الرشاقة تؤسر القارئ و تسرق مخيلته لعالمها الخاص
لتعود و تقول (قُليب) عفريت بيتشاقى و كأن هذا التصغير اتخذته الشاعرة لتضخيم تلك التأثيرات السلبية التي تعود عليها جراء هذا القلب
و الحقيقة ان كلمة قليب هنا اضحت في موضعها السليم جدا لأنها ضخمت شيئان
الأول : إصرار الشاعرة على اتهاماتها لهذا القلب و أنه سبب المشقة و الحزن لها
الثاني : أن تربت عليه و تحتضنه و تقول له كفاك حزنا أيها الطفل المسكين فالعيب ليس بك بل في من لم يرك أيها القليب الذي يعشق الكارهين بقمة البراءة كالطفل الذي يحتضن قاتله فتعطيه حكم البراءة بعد أن طوقته بمشنقة الإعدام
ولكن للأسف الشديد مع هذا الجمال كله و تلك الحالة الروحانية الرقيقة و الشفيفة جدا يصطدم القارئ بكلمة أعتقد أن الشاعرة لم توفق في اختيارها و هي (بيسين ) ولكني أرى أنها غُرست في نسيج هذا النص المتجانس -إلا منها – لسبب موسيقى و أتمنى أن تعيد النظر فيها مرة أخرى
لكنها سرعان ما عادت بعدها لتحتضن مشاعر القارئ و ذهنه مرة أخرى بين ذراعي “وفي ضلوعي مصاطب نور و تكاية لأي ظنون ” لتمسك بزمام القصيد مرة أخرى و من أول و جديد بكل رشاقة
و تلاحق القارئ بقول : يدق يدق يتفتفت يبات مكسور ، وهنا يصل القارئ مع الشاعرة لمرحلة التلاحم الذي أصرت الشاعرة على إيصالها بكل فطنة و ذكاء فطري
مسكين هذا القلب و مسكين ذلك القارئ الذي قرأ له فخرج من النص حاملا هذا القلب بين ضلوعه
إبداع.
*الشاعرة
ا. سيدة القصاص
رغم أني كنت أتوقع أسلوبا نقديا أقسى من ذلك ، أشكر رقيكم العالي
أخوتي..وأقول لكم أنتم :
حروف صَدَفَها
رباني
بتهدي اللولي
للقراء
قلوبكم جد
حبَّاني
ما أشوف
فيكم
لا شين
ولا راء
تجيبوا م
الشموس
ضله
وتملوا م الأمل
قُلة
وتسقوني
أنا
السمراء
وباحمل
ليكو
أحلى شعور
يزيد
روحي
فرح وسرور
وقلبي
بحبكم
معمور
يا بستان
اتبدر
أُمَرَاء.
أختكم / سيدة القصاص
الرؤية النقدية النهائية للنص للكاتب والناقد البارع
د. وليد مجدي :
سيدة القصاص و إشكالية تقسم الكيان و تطحن النفس مابين الرزانة و الجنون ما بين الهي (الرغبات) و الأنا الأعلى (الضمير) تتمزق الأنا (الذات).
مابين جنون ذلك القلب و بين عقل يلبس عباءة الحاكم ؛ الآمر الناهي.
ذلك العقل الذي اتهم القلب بالعبط و الجنون.
فكنت من أول القصيدة أعي جيداً أن الغلبة ستكون لصاحب السلطة و مطلق الإتهامات ، فالغلبة دائماً للقاضي والجلاد وليس للمتهم و إن كان علي حق.
أولاً : القاموس اللغوي عند سيدة القصاص ، قاموس فضفاض مرن غني بالمعاني و البدائل لجميع المفردات ولكنها كعادتها تختار من تلك المفردات إما مفردة أصيلة أو فصيحة إلا في مواضع محددة.
و هكذا تجد مفردات من البيئة الريفية مثل (مطيور – يرفس – مصاطب – تكاية) وهي بحد ذاتها مفردات أرى أنها تم اقحامها عنوة علي القصيدة و إرغامها علي الدخول في السياق و لهذا كان توقف الأخوة عند بعض هذه المفردات و استنكارها.
كما أن الشاعرة أرادت (واعية بعقلها) عمل توازن فأقحمت مفردة أعجمية (بيسين) و تدخل العقل بهذا الشكل في الشعر يفسده.
فسيدة القصاص عندما تترك للاوعيها الزمام ليصول و يجول تُخرج من التفعيلات كنوزاً كانت مخفية. فهي تعي جيداً أن الشعر هو نتاج الروح والوجدان . ولعل قصدية تحكم العقل في القلب في القصيدة هو خطاً موازيا لما أقول.
و توقفت عند تناص مع فرط جماله أنه لم يأخذ نصيبه من القصيدة (قلبي سنبلات خضرا) و السنبلات الخضر هنا كما في سورة يوسف دليل الرخاء و استغربت لما لم تقلها مفرطة العامية لتتناسب مع المفردات الريفية لتكون (سنابل خضر) و لكن أعتقد أنها اختارتها هكذا لتتوافق مع الايقاع الموسيقي وحتى لا تُخل بالوزن.
ثانياً : المفارقة في شعر سيدة القصاص وهي أنواع عدة من المفارقة :
تتضمن المفارقة الدرامية و التحول من الحالة الأولي في بداية القصيدة إلي حالة الختام، فالمفارقة الدرامية تتناسب دوماً وحالات الصراع الداخلي.
والمفارقة اللفظية بحيث لا تستخدم المفردات للغرض الطبيعي مثل (ضلوعي مصاطب نور و تكاية لأي ظنون) وغيرها، والمفارقة اللفظية هي التي تميز الخيال و تكوين الصورة الشعرية و أبدعت في تكوينها الشاعرة سيدة القصاص.
أما مفارقة السخرية فهي استخدام كلمة (ما تسترجل جرالك إيه)؟
وبهذا تثبت سيدة القصاص أنها ملكة استخدام المفارقة في قصائدها فهي تستخدمها بحرفية.
في النهاية أعي أني أقرأ لشاعرة محترفة و تعرف كيف تستخدم أدواتها و توظف مهاراتها بحرفية.
إلى هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
وقد انتهت الليلة الرابعة عشر من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر شاكرين الشاعرة ا. سيدة القصاص علي سعة صدرها.
على أمل اللقاء في ليلة أخري لشاعر آخر بنص جديد
والليلة الخامسة عشر من ليالي ألف ليلة وليلة على باب مصر.
في
دردشة على باب مصر.
مع تحيات :
سيدة القصاص.
التعليقات مغلقة.