ألف ليلة وليلة إبداع على باب مصر… الليلة التاسعة عشر
تقدمها لكم الأستاذة سيدة القصاص
كلما يأتي المساء نبدأ ورشتنا الأدبية لشعر العامية
على جروب شعبة العامية
في ليلة من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر
وهكذا… ورشتنا الليلة
مولاي القارئ الهمام ،سلام عليك سلام ،أتيت لك بكأس المُدام؛
في هذا المساء الذي يحفه الوئام ؛وحكايتي الليلة عن :
نص شعر عامية لمبدع رسام، يرسم الكلمة لحن كأنها الأنغام.
ونص الليلة التاسعة عشر للشاعر المبدع :
الأستاذ : وائل هيبة
بعنوان :” أنا برئ “
لو تحب تفوت وتنجح
يبقي لازم ليا تمدح
لما أمد ايديا أسلم
تبقي شجرة خير بتطرح
واما أكون زعلان دي كارثة
سيف وفوق الروح بيدبح
لو هتطلع فوق هتزأر
بس لازم برده تنبح
مش هتدفع لأ هتاخد
كل حاجة هناك تشجع
إلا حاجة بسيطة جداً
سيب ضميرك لما تطلع
سيب كرامتك بس خدها
من ضعيف مش لاقي يشبع
عيش حياتك وأنسى أهلك
وأنسى جيت من أي منبع
المهم ازاي هتكبر
والمهم ازاي تِجَمّع
لما تطلع فوق هذلك
أصله برده الذل ممتع
بس هفضل برده سايب
بيننا خيط ولاعمري هقطع
يمكن أنت في يوم هتسبق
خطوتين وأنا ليهم أرجع
واللي كنت بتاخده مني
يبقى حق لابد يرجع
للي كان وياك مصيره
واللي ناوي يبيع ويطلع.
إليكم القراءات النقديةللسادة الشعراء الأفاضل يليها
الرؤية النقدية النهائية للكاتب والناقد
د. وليد مجدي .
الشاعر
ا. مدحت رياض :
نص واقعي بامتياز
يصف شريحة موجودة بالمجتمع بكل ما تحمل من قبح ويضعها امامنا وأمام نفسها
ولكن
ما استوقفني هو سلاسة الأسلوب ومفردات الشاعر السهلة التي تنساب بموسيقاه الخاصة
عبقرية البيت
لما تطلع فوق هتزأر
بس لازم برة تنبح
ذروة الإسقاط في مقارنة قد تكون ظالمة الكلب الا انها أوصلت المضمون والمطلوب إثباته
نص اجتماعي يعالج ويبرز سلبية موجودة بخفة ورشاقة
كالعادة أبدعت أخي الحبيب وائل
خالص تحياتي
الشاعرة
ا. عبير عبد المنعم :
يصف شاعر الليلة شخصية متسلقة متسلطة تحب الإطراء والمدح ..وهي شخصية تكاد تكون تلازم ضل المصلحة في أي مكان وكيف أن المقترب من هذه الملامح يبيعون ضمائرهم وكرامتهم ويتخلى عن كل شيء إلا نفسه..
وكيف لشدة تعفن فكر هذه الشخصية إنه يتلذذ بذل الآخر.. تحياتي لاستاذ وائل ورائعته التي وصف بها تلك الشخصية المتسلقة..
أما عن الوزن والموسيقى فاتركه لاهله ..تحياتي للجميع.
الشاعرة
ا. زينب عبد الكريم ( أمل البيلسان )
قصيدة متفردة بجمالها وكلماتها السهلة
اللفظ والعميقة المعنى استوحى الشاعر فيها فكرته من صميم الواقع المرير والتي اصبحت سمة العصر في كثير من البلدان نرى الشاعر هنا يبحر في.مساحات من زمن الردهات والتلوث ويضع يده على مواضع الجرح. التفردية والدكتاتورية في عمق.التكوين النفسي للمسؤول الذي ماان يعتلي كرسي المسؤول حتى يمارس.تفرده كاداة تجبر الآخر على الرضوخ له بمعطيات عديدة ترضي غروره . ويمكن حتى تنسيه أصله ….
لو تحب تفوت وتنجح
يبقي لازم ليا تمدح
لما أمد ايديا أسلم
تبقي شجرة خير بتطرح
واما أكون زعلان دي كارثة
سيف وفوق الروح بيدبح
وهكذا يتسلسل الشاعر بوصف الحالة فيعزي النجاح والوصول الي الغاية لابد لها من وسيلة وهي المدح حتى لو كاذب ومغاير للحقيقة ..وأن الخطوة الأولى على طريق النجاح في زمن اللا أخلاقيات تبدأ
بالتخلي عن الضمير ونكر الأهل ونسيان الأصل والمنبع .
لكن في رمزية جميلة لاحترام الذات والمبادئ يبرز صورة التحدي لهذه المغريات في شخص الشاعر في قوله .
لما تطلع فوق هذلك
أصله برده الذل ممتع.. الي آخر القصيد ة
حيث تظهر صورة مغايرة وهي صورة الإنسان السوي المحافظ علي مبادئه رغم
كل التحديات في هذا الزمن الأغبر
وأخيرا القصيدة بصورة عامة رائعة فأستاذ . وائل شاعر كبير ومتمكن له وزنه
في عالم الشعر تحياتي وأمنياتي له بدوام التألق.
الشاعرة
ا. أسماء البيطار :
القصيدة واقعية جدا طبعاً بأسلوب شاعرنا الجميل أستاذ وائل هيبة
أكثر بيتين روعة وواقعية
لو هتطلع فوق هتزأر
بس لازم بردوا تنبح
الأنتهازي الوصولي مهما طلع فيه اللي اكبر منه اتهازية سلسال لا ينقطع من الزأير و النباح
و من أراد الصعود سيظل ينبح و لن يكون زأيره إلا على الغلابة إن جاز التعبير .
ابدعت استاذ وائل و تحياتي لحضرتك
الشاعرة الدكتورة
ريهان القمري :
نص موسيقي تطرب له الآذان حتى لو أن به بعض الهنات التي اختفت بالإلقاء المميز للشاعر لكن هذا النص قوته في واقعيته حيث أنه يعبر عن حالة مجتمعية بغيضة للأسف أصبحت سائدة في مجتمعنا
يتعمد الشاعر التحدث بضمير المتكلم و هذا تأكيدا منه على شيوع هذه الظاهرة تمكنت من بنية المجتمع تسببت في تآكله و عبر عنها الشاعر باستخدام العديد من التركيبات القاتمة القوية ووصف الحالة المتردية حتى نفدت الى قلب القارئ بالرسالة التي يريدها الشاعر بكل سلاسة و بساطة ونجاح
فلما قال:
لما أمد إيديا أسلم
تبقي شجرة خير بتطرح
استخدم الشاعر اسلوب الاسقاط الذي يحمل في طياته البغض و الاستهجان لما يحدث
وعندما قال :
بس هفضل برده سايب
بيننا خيط ولاعمري هقطع
نفد ايضا بقمة البراعة الى سيكلوجية من يفعل هذا الفعل المشين فهو بالتأكيد سيتحول الى مصاص لدماء من حوله حتى أقرب الأقرباء
و بلغ الشاعر ذروة الوصف عندما قال
لو هتطلع فوق هتزأر
بس لازم برده تنبح
مخاطبا من يفعل ذلك ألا يستأسد على البشر و ينسى انه في قراره من أوضع ما يكون
في الحقيقة نص قوي أهنئ الشاعر عليه.
الشاعرة
ا. سيدة القصاص
غاص بنا الشاعر ا. وائل هيبة
في دياجير مظلمة، حيث وصف لنا سمات شخصية واقعية،ذلك الوصولي المذموم؛ وهو من أقبح الشخصيات في أي مجتمع..وقام بتشريحها تشريحا مفصلا ،
يتوائم مع ما تتسم به من بلادة حس تجاه الآخرين ودهس كل شئ في طريقها مهما غلا ،تري الشاعر يقطع فيه بقوله
لو تحب تفوت وتنجح
يبقى لازم ليه تمدح
مدركا أن هذه هي الوسيلة المتبعة من أمثال هذه الشخصية البذيئة ؛وطبعا يؤكد انه عندما يزعل من عنده المصلحة يداهن
هذا الوصولي ويرائي .
وقد وصمه بالنباح مع أنه صوَّره يزأر مرتديا ثوب لا يليق به ؛ وقدأخذنا الشاعر لمعنى رائع
عندما قال : لما تطلع فوق هاذلك
أصل برضه الذل ممتع….هنا تتجلى المرارة الحلقية لو كانوا يشعرون ؛ التي ربما تصيبه لكنه يتمادي لنيل مراده ويستمر بالتسلق والتزلق مخلفا كرامته ومهدرها
…بصراحة الأسلوب والصياغة جيدين…مع افتقادي لبعض الصور البلاغية أراها قليلة نوعا ما
لكن بهرني انسيابية الموسيقى والتزام الوزن والقافية…والإلقاء الذي لفق رتقا بسيطا بعمود النص الفقري ؛لكن في النهاية نص بديع ،أوصل الرسالة التي أرادها الشاعر باقتدار…هذا رأي القارئة
وليس الناقدة…دام حرفك ا. وائل.
الشاعر صاحب النص
ا. وائل هيبة :
الدكتور وليد أمتعني جدا تعليقه وكالعادة هو المثقف الراقي الواعي بالمجتمع وفنون الشعر وكأنه تسلل إلى أعماق فكر الشاعر أو الكاتب
كل الشكر والتقدير والإحترام لإخوتي وأخواتي د. ريهان
ا. مدحت
ا. عبد السلام
ا. عبير
ا .اسماء
ا. زينب
ا. سيدة
وسعدت جداً بهذه الأمسية الجميلة الرائعة ودائماً أتعلم منكم كل جميل وراقي
الرؤية النقدية النهايية للكاتب والناقد
د. وليد مجدي :
الشاعر وائل هيبة و قصيدة جديدة تبرهن أن الشاعر هو النبض المعلن حياة مجتمعه، وهو الواعي بأمور دنياه وليس فقط درويش يتغنى بمحبوبته الانسانية . فالمحبوبة هنا وطن يغار عليه الشاعر و علي مقتنيات هذا الوطن و صلاحه و من هنا استشعر أن الكاتب أراد التعبير عن توجهات الدولة و مساندتها في الضرب على أيدي الفاسدين كاشفاً للعامة سيكولوجية الفاسد و الانتهازي والمتسلق و بائعي الضمير و يعلن في النهاية ( واللي ناوي يبيع و يطلع) وضعها الشاعر بحرفية بحيث يتضح للقارئ تأويلان الطلوع أو الصعود أي صعود ذلك الكريه الذي تحدثت عنه القصيدة كان ببيع الضمير و المبادئ و إن كانت القصيدة تدعو لترسيخ قيمة الضمير بشكل غير مباشر فأي أن التأويل الثاني هو أن طلوع بائع الضمير هو طلوع أي خروج من كادر المشهد في هذا المجتمع.
و لضمان وصول الصورة إلي المتلقي دون جمود ألبسها الشاعر الأسلوب الساخر مستخدماً أسلوب مفارقة السخرية لجذب انتباه المتلقي و تأكيداً منه علي جذب هذا الانتباه استخدم ضمير المتكلم و الاسلوب الحواري بطريقة المونولوج ليجعل المتلقي يشعر و أن كل ما فات موجهاً إليه فيزداد توحده.
أما عن اللغة فستجد أن جميع المفردات في بداية القصيدة تعبر عن الفقد أو التخلي كما فقد الفاسد ضميره فتجد المفردات تباعاً :
سيب ضميرك
سيب كرامتك
انسى أهلك
انسى جيت من أي منبع
ثم تتحول المفردات إلى نتيجة هذا الفقد و هي الهوان و المذلة :
لو هتطلع فوق هتزأر
بس لازم برده تنبح
و
لما تطلع فوق هذلك
أصل برده الذل ممتع
و في قوله
واللي كنت بتاخده مني
يبقى حق لابد يرجع
و في البيت الأخير أكد الشاعر على ما أراده و هو أن كل ما سبق له ثمن، و أن هذا الثمن سيظل يدفعه الفاسد طوال حياته.
في النهاية سيظل الشاعر وائل هيبة زجال من الطراز الأول ينتقل كما انتقل الزجل في العصر العباسي من التغني في الحبيبة إلي استخدام معاصر يناقش قضايا المجتمع و يلمس السلبيات و يسلط عليها الضوء آملاً في غد مشرق.
فالشاعر فيلسوف مجتمعه الحالم بالمدينة الفاضلة، يحلم بها في عشقه فيسمو بحبيبته و مشاعره نحوها و يفجر مكنوناته و كذلك يكون أيضاً حين يتغزل في محبوبته الكبرى (وطنه).
و هو الناقد الحقيقي الذي يضع يده علي جروح المجتمعات مشيراً إلي الجرح و كثيراً ما يقترح العلاج.
دمت مبدعاً يا صديقي.
إلى هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
وقد انتهت الليلة التاسعة عشر من ألف ليلة وليلة عامية على باب مصر شاكرين الشاعر
ا. وائل هيبة
علي سعة صدره.
على أمل اللقاء في ليلة أخري لشاعر آخر بنص جديد
والليلة العشرين من ليالي ألف ليلة وليلة على باب مصر.
في
دردشة على باب مصر.
مع تحياتى : سيدة القصاص
نص جميل سلس وواقعي للشاعر وائل هيبه و رؤية نقدية موضوعية للسادة المحترمين افادتنا نحن كقراء.. مجهود مشكور من الجميع.. الحقيقة استمتعنا بشعر الاستاذ وائل واستفدنا بالرؤية النقدية….