ألم وندم

هيام علي

كان الناس ينتفضون بردا في الطرقات وأنا أتدثر بحمل من الملابس يضفي على قلبي ثقل لا أحتمله ، والجميع يسرع كي يلحق بالقطار وأنا أستبطيء قدومه مخافة الوصول ، أنهيت علبة سجائر بعود ثقاب واحد في محاوله يائسه لإنتشالها من ذاكرتي ، مضيت وقدماي لاتكادان تلامسان الأرض حتى دنا مني فركبت ومازال الثقل يحتويني ، جلست على مائدة الكلمات فعادت بي الذاكرة لسنوات مضت ، تفتحت عيناي فأبصرت مالم يحتمله طفل مثلي ، سارت أمي في طريق الغواية لتسقط واحداً تلو الآخر في براثن الهوى لتلقي بهم في مهب الريح لتفتح ثغرها مبتسمة ، وأبي يرى دون كلام أسمع أنينه ليلا ، ينظر إلي تتحدث عيناه لاتحزن ياولدي ولتدع لها بالهداية ، فأغادر وبداخلي صرخات تدوي وتعلو ، ثم تهبط عند قدميها في إستسلام ، مرت علينا سنوات عجاف ، نظرات الناس تنهش جسدي قضت على حياة أبي ، آثرت الرحيل ، صورتها مازالت معي تلاحقني ، فأخرجها من بين طيات ذاكرتي فتسكنني الطمأنينة للحظات فهي ستظل أمي ، أفقت على لحظة الوصول وما أن غادرت القطار وجدتها أمامي بكامل هيئتها فخفق قلبي وانتفض جسدى ، وحين اقترابي سقطت على الأرض أخذتني الدهشه فدنوت منها أمسكت يدها هنا تبدلت دهشتي بحنين سري في عروقي نظرت إلي ودموعها أبت أن تسقط مخافة الملامه ،قالت لي : سامحني