أمة الخير شاهد عيان .بقلم .مدحت رحال
( رمضان أقبَلَ نَحٍها يا ساقي )
أقبِل على القرآن ذي الترياق
موسم الخيرات أقبل
فيه يبدو الكون أجمل
كنت شاهد عيان على هذه الحادثة ،
كنت نزيلا في المستشفى العسكري إثر إصابتي بالكورونا ،
وقد بلغت مني ما بلغت .
وكان يرقد بجواري رجل مصاب بالكورونا أيضا .
وذات يوم حضر إلى غرفتنا رجل يبدو انه ميسور الحال .
ثم تبين أنه محول إلى مستشفى آخر وقد جيء به هنا خطأ .
وفيما هو في انتظار أن يعودوا به إلى ذلك المكان ،
حضر الأطباء في جولتهم التفقدية لمعاينة المرضى واتخاذ اللازم بشأنهم .
أوصى الأطباء بخروج جاري المريض إثر تحسن حالته على أن يصحب معه أنبوبة أوكسجين للتنفس .
وكان ثمن الأنبوبة ما يعادل مائتا دولار .
تغيرت حال المريض ، فلم يكن يملك هذا المبلغ لا الآن ولا فيما بعد .
ولاحظ الرجل الثالث ذلك .
غاب قليلا في ردهة المستشفى ثم عاد وانحنى على المريض وكأنه يكلمه ودس في عبه مبلغا من المال .
حاول المريض الإعتذار ورد المبلغ ولكنه رفض .
وبعد ساعات حضر أبناء الرجل المريض وأخبروه بأنهم تدبروا أمر أنبوبة الأوكسجين من صديق .
بحثوا عن الرجل المحسن ليردوا له نقوده ولكنه أبى وقال إن المبلغ خرج من ذمتي ولن يعود .
وغادر الحجرة فورا حتى لا يحرجهم .
تذكرت هذه الواقعة عندما قال صديق في منشور علينا أن لا نقتصر على شهر رمضان في البذل والعطاء .
هذا رجل هبت رياح الخير فاغتنمها .
( إذا هبت رياحك فاغتنمها )
ففيها الخير إن هبت رياح
التعليقات مغلقة.