أمة بلا الكورونا
محمد عبد المعز
أول عيد أُم، بكورونا، أسألُ اللهَ، أن يكونَ الأخير، لكورونا بالطبع، وليس للأُم…!
ولأنها أُمَّة، للأُم حُقوق، وعليها واجِبات، ومهما قَـدَّمَ الأبناءُ والمجتمع، بمنْ وما فيه، للأُم، لن يوفوها بعضَ حقِّها.
الأُم الأُمَّة، هي التي تُربي على طاعةِ الله، وتغرسُ الْـقِـيَـمَ والْـمُـثُـل، وتقي بيتَها وأبناءها وبناتِها وزوجَها، وقبل كل ذلك نفسَها، كلَّ شَـر، وتدعو إلى كل خير، وتأخذُ بيد الجميع.
ليس ذلك تحميلاً للأُمِّ فوق طاقِتها، بل إكراماً لها، واعتِرافاً بفضلِها، بعد الله، ودورها في بيتها، ومجتمعها، ودولتها، ووطنها، وأمتها، وعالمها.
الأُم هي الأُمَّـة، لأنها أساسُ بُنيانها، وعمادُ حياتها، وعمودُ نهضتها، وسقفٌ يقيها حَـرَّ الصيف، وزمهرير الشتاء، ويحمي الجميع، ويحتمي بهم في الوقت نفسه.
وفي زمنِ الوقايةِ من كورونا، علينا الاحتِفاء بالأُم، والاتِّقاء ببـرِّها، والحرص على رضاها، وبذل الغالي والنفيس، من أجل ذلك، واثقين أن الأجر، لن يضيع، دُنيا ولا أُخرى.
تحية شكر وعِرفان، للأم التي ربَّت ابنَها، ليكونَ زوجاً صالِحا، وابنتَها لتكونَ كذلك، وعلَّمتهما، كيف يحترمان غيرَهما، ويُقدِّران الناسَ حَقَّ قدرِهم.
تحية إجلالٍ واحتِرام، لكل أُمٍّ ترمَّلت، لتُـربي أبناءها، وضحت بكل شيء، كي تراهم يوماً أسعدَ الناس، ولا تُريدُ على ذلك جزاءً ولاشُكورا.
تحية إعزازٍ واعتِزاز، لكل أُمٍّ، اتَّقت اللهَ في نفسِها وزوجِها وبيتِها، ورضيت بما وهبَ الله، وحمدته وشكرته، وكانت بلسماً بحق، لكل مَنْ يستحِق، ومَنْ لا يستحِق…!
ومن القلب، وبكل وِدٍ ومحبة، تهنئة إلى كلِّ مَنْ شاءَ اللهُ لها ألا تكونَ أُماً، فتيقنت بحِكمته، وسلَّمت بحُكمه، ورضيت بقضائه وقدره، فجعلها الله أُماً لكل الأبناء.
أما الْفَرْقُ بين المرأةِ والأُم، فشاسِعٌ جداً، وليست كل امرأة أُماً، خصوصاً في زمنِ الْـمُساواةِ المزعومة، والحقوقِ الْـمَهضومة، والـمَـرأةِ الْـمَظلومة، والْخَـلْـطِ بين الْـمَرْحومةِ والْـمَرْجومة…!
لأن ميزانَ العدلِ مقلوب، ومنظومة الْقِيَم كلها عيوب، والسفينة ملأى بالثُقوب، نسألُ اللهَ أن يتوبَ علينا لنتوب، وأن يغفرَ لنا الذنوب، ويستـرَ العُيوب.
رَحِمَ الله، كل أُمٍّ توفاها، وباركَ في عُمرِ مَنْ أبقاها، وهدانا جميعاً إلى ما يُحبُّ ويرضى، وهداها، وزكَّانا وزكَّاها، ورزقنا الجنَّـةَ وإياها.
كل عام الأُمَّة بخيرٍ وصحةٍ وعافية، إن أكرمت الأُم، وبحُبٍّ وسلام، إن أحبَّتْها وسالَمتْها، وسلَّمت بدورِها، وبأمنٍ وأمان، إن آمنَتْها وأمَّنَتْها.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.