أمة به تسعد شعر د. وجيهة السطل
أمة به تسعد شعر د. وجيهة السطل
ظَمِئَتْ نفوسُ الخلقِ،عزَّ الموردُ
فأضاءَتِ الدنيا، وجاءَ محمَّد
.
وهدى إلى التوحيدِ لم يعبَأْ بما
فعلتْ وقالتْ عصبةٌ
تتهدَّد
.
واللهُ يرفَقُ بالأنامِ
ويصطفي
لعبادِه رُسُلًا لهم يتعهَّد
.
وحِراءُ غارٌ كمْ تعطَّر باسمه
يأوي إليه مفكِّرًا
يتعبَّد
.
وعلى ضفاف الأربعين رسالةٌ
(اِقرأ) بها جبريلُ جاء يردّد
.
( اِقرأ) وباسمِ اللهِ ربِّكَ خالقًا
قد علّمَ الإنسانَ، علمًا يُرشِد
.
وتكرّرَ الوحيُ الأمينُ يزورُه
تترى رسائلُ ربِّهِ
تتنَضَّد
.
اَلمشركون تنافسوا في صدِّه
كم كذّبوه، وساحرًا كم ردَّدُوا
.
كمْ ضايقوه، وعذَّبوا أتباعَه
ولَكَمْ هجَوْهُ، وأسرفوا وتشدَّدوا
.
صلّى عليه اللهُ لم يعبأْ بِهِم
يبني البناءَ بحِلْمِهِ
ويشيِّد
.
ومضى بدعوتِهِ فكانتْ خُفيةً
والمؤمنونَ بهديِه كم أُسعِدُوا
.
وأتاه وحيُ الله: (فاصدعْ) جهرةً
أنتَ النبيُّ لكَ الرسالةُ تُسند
.
عامٌ حزينٌ،مات فيه عمُّه
وقضَتْ خديجةُ، فاستباهُ المشهد
.
فمشى على القدمين
ينشدُ نصرةً
للطائفِ الموعود، كانَ المقصد
.
تبًّا لهم آذَوْه واضطَهدُوه لمْ
يرتضَوا دينَ الهدى ، وتمرَّدُوا
.
فمضى يناجي ربَّه مُتألِّمًا
قد كذَّبوني، في الإهانةِ أبعدوا
.
ضعفي، هواني، بلْ وقلةَ حيلتي
أشكو إليكَ. ولستُ عبدًا يحقِد
.
لا أبتغي إلا رضاكَ ونُصرتي
والحزنَ من قلبي -إلهي – تُبعِد
.
ملكُ الجبال أتاه يسعى قائلًا:
إن شئتَ أطبقتُ الجبالَ ليخمَدوا
.
فرجاه، غَضَّ الطرْفِ عنهم ربّما
أصلابُهم تحوي خلائقَ تَعبُد
.
وبأمرِ ربِّ الناسِ تُفتحُ عندهم
بالدين أبوابٌ و رزقٌ أرغدُ
.
يا خيرَ خَلقِ اللهِ إنّا أمةٌ
قد أسرَفتْ في الغيِّ باتتْ تجحَد
.
ونبيُّها الهادي محمدُ نورُه
شمسٌ لمن رامَ الهدى تتوقَّد
.
ونبيُّها للرُّوحِ رَوحٌ دائمٌ
وبنوره كمْ يستضيءُ مُسهَّد
.
ورسولُ ربِّ العالمين شفيعُنا
يومَ الحسابِ وفي
الجنان سنخلُد
.
صلى عليه الله في عليائه
و لكلِّ مَن صلّى عليه سيشهّد
.
من سيرةِ المختارِ نقبِسُ شعلةً
وإلى رضا ربِّ البريَّةِ نحفِد
.
ندعوهُ أن نلقى الحبيبَ محمدًا
نرجو الشفاعةَ في حِماهُ ونحمَد
.
ربَّاهُ رشفةَ كوثرٍ من كفّه
نحيا بها وبنورِه نتجدّد
التعليقات مغلقة.