أمة لاتستحي بقلم عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن / ذمار ١/ يونيو/ ٢٠٢١م .
دعاء.. أم هو إدعاء كاذب ذلك الذي نردده كالببغاوات (اللهم أرنا الحق حقا وألهمنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه) ونحن في وقت وفي زمن لم تكن فيه الأمة العربية والإسلامية عبر تاريخها أحد بصرا، وأجلى بصيرة في رؤية ومعرفة الباطل من اليوم ..وهو باطل لا تراه فحسب بل تعيشه وتتنفسه على يد أعداء تعرفهم كما تعرف أبنائها .
ليس لأن القرآن الكريم هو أول من دل الأمة على أعدائها، وحدد لها من هم، وحذرها منهم ،وبين لها كيف تتعامل معهم، وليس لأن النبي صل الله عليه وآله وسلم حاربهم، وأجلاهم وحذر منهم…
بل لأن العدو نفسه أعلن مناصبتها العداء، فتحداها واحتل أرضها، واليوم يحكمها من داخل قصور حكامها، وسلاطينها، وامراءها، ويتحكم في سلاحها واقتصادها،ويقتر عليها رزقها ،وماءها ،ومرعاها .
عدو مهيمن واضح فصيح العداوة..سلوكه عدائي، نهجه إرهابي، سجله إجرامي، تاريخه دموي ،تحركه استفزازي،حتى مستقبله و تطلعه سوداوي.
عدو يجاهر بعداوته ليل نهار، لا يدعي ولا يناور ولايقول (إما أنا أو أنتم) بل( أنا ثم أنا وحدي) ، عدو لم يعد يكتم عنا سر تآمره،ولا يطوي عنا مكر دواخله، ولا يواري عنا خبث دسائسه، ولم ولن يألو جهدا أو يدخر وقتا للفتك بأمة حمقاء، يواليه سفهائها حق الولاء، ويبادله حكامها كل الحب والوفاء، أمة تتحرج من إعلان العداء والبراء ،و تتهرب من مبادلته العداء بالعداء، بل و تستعين به كي تأكل بعضها بعضا ، وتلوذ به كي تقتل بعضها بعضا، أمة ترى الحق حقا فتتحاشاه وتتجنبه ، وترى الباطل باطلا فتتلقاه وتتبعه !!
ثم تراها – وبخشوع – تتوسل ربها أن يريها الحق حقا والباطل باطلا !!
حقا .. إنها أمة لا تستحي .
التعليقات مغلقة.