أمثال ومعتقدات سلبية تعيق الحياة الأسرية…
كتب عبدالرحمن مؤمن عبدالحليم
كثيراً ما نسمع أمثال وأقاويل خطيرة تترسخ في العقل الباطن وتلوث تفكيرنا وللأسف تجد كثيراً من الناس تستشهد بها كأنها حكمة من الحكم رغم أن الحقيقة هي العكس ومن هذه الأمثلة أو الأقوال الشائعة
أمشي في جنازة ولا تمشي في جوازة
فالجزء الأول صحيح والمشي في الجنازات واجب علينا ولكن السعي أيضاً لاختيار أخوتنا وأصدقائنا شريك الحياة الصالح وأعانته علي ذلك وتذكيره بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ,)
إذن فأنا ساسعي خيرا في المشي في أي جوازة مادمت لإقامة بيت يتقي الله والسعي للستر والحلال والتفويق من عند الله ولكن طبعا السعي والاختيار الجيد مطلوب .
وليس الاختيار الجيد يبني علي الوسامة أو الحسب والنسب وكثرة المال لأن ممكن تجمع فيه كل هذه المميزات ويفتقد حسن التعامل والأخلاق والرحمة مع الشريك الآخر
فاخطر شئ أن يكون تفكيرنا محصور في المادة فقط
عملا بمقولة ,(اللي معاه قرش بيسوي قرش )
،(الراجل ميبعوش إلا جيبه ) وكأن الأخلاق والتواضع والرحمة والحب والتفاهم مع شريك الحياة الآخر تشتري بالمال
،(ظل راجل ولا ظل حيطه) وهذه المقولة الخاطئة تسببت في تأسيس بيوت كثيرة علي أسس ضعيفة هشة لأن هناك فرق كبير بين الذكر والرجل فليس كل ذكر رجل ولكن كثيراً ما نسمع إذا تأخرت البنت في الزواج أنها معقدة أو معمولها عمل أو محسودة أو هتعنس وتفضل تلك الكلمات تلقن للبنت مع ترديد هذا المثل السلبي الذي بسببه تسرعت كثير من الفتيات في اختيار ذكور لا يعرفون قدر المسؤولية .
وهناك مثال يفهمه الكثير من الناس خطأ وتريدهم له بجهل خطأ أكبر
( اللي يعوذه البيت يحرم على الجامع )فهذه المقولة الخاطئة خاصة مع كلمة (يحرم ) جريمة كبري
ولكن الجريمة الأخري هو جهل هؤلاء الناس ومن قصر في توصيل المعلومة متسبب في ذلك الجهل
فهذه المقولة قيلت بسبب أن هناك رجل كانت وظيفته جمع أموال من بيوت الناس ولما كانت بعض الأسر ترفض أن تدفع كانت تردد تلك المقولة الشهيرة (اللي يعوذه البيت يحرم على الجامع أي من يجمع منهم الأموال من بيوتهم )
ولكن للأسف أستخدم الكثير من البخلاء والجهلاء تلك المقولة كأنها نصا قرآني أو حديث نبوي كتبرير لشحهم في التعامل وهذا يصنع بخل وأنانية ليس فقط في نفوس من يؤمن بذلك ولكن في نفوس أبنائهم إلا من رحم الله
فنحن نجد مثلا شخصاً يبخل علي مساعدة أقاربه أو صاحب حاجة أو مريض في حالة خطيرة مستدلا بهذا المثل الذي أساء فهمه .
ونجد أيضاً الفهم الخاطئ للقران والأحاديث النبوية
مثل الآية الكريمة التي يقولها جزء من منها أغلب الرجال دون أن يكملوا باقي الآية
(وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة
وأيضاً كثير ما يتم ترديد حديث النبي صلى الله عليه وسلم بمفهوم خاطئ جدا
(ناقصات عقل ودين ) وهو لم يفهم أصلا المقصود من هذا الحديث الصحيح الذي يكرم المرأة وليس كما يرددها الكثير من الذكور عند اهانتم للمرأة
وينسي بل ويتناسوا (رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيرا ،خيركم خيركم لأهله ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله )
وأخذ بمشورة زوجته أم سلمي في أحد الغزوات الهامة فليس من العيب بل من الضروري والهام أن يكون في حوار وتفاهم وأمر شوري بين الزوجين مدام في أمور خير وصد عن الشر .
وأيضاً نسمع من تردد (الرجال ملهمشي أمان وهو تعميم خاطئ وغير حيادي بالمرة فكل زمان ومكان وكل بيئة يوجد فيها الإنسان المحترم الطيب الذي يعرف الحق ويوجد فيها الظالم والجاحد والفاسد والتعميم في أي شي خطأ فليس معني حدوث تجربة أو عدة تجارب فاشلة بسبب النصيب وغير ذلك عدم الخبرة الكافية أو التأني أو الاختيار علي أسس غير سليمة أن تعزلي نفسك عن فكرة الزواج وتتردي المثل الخاطئ
(يامنا للرجال يامنا للميه في الغربال)
وللحديث بقية بأمر الله عن أمثال وأقاويل خطيرة أخري من أخطاء التفكير .
التعليقات مغلقة.