أمطار التذكر… سجال شعري بين فوزية شاهين و محمود عبد الرحمن
فوزية شاهين
وأخافُ أن يأتيْ الشِّتاءُ ولستَ فيه
قلبًا أدثرُه وقلبًا أرتديه
وأخافُ أن أمشيْ وحيدًا تحت..
.. أمطار التذكُّرِ دونَ ظلٍ أحتويه
يا نفحةَ الماضي المؤرَّخِ داخلي
الوقتُ بعدكَ والأماكنُ محضُ تيه
محمود عبد الرحمن
طرزتُ قلبي معطفًا كي ترتديه
وزرعتُ في أرجائِه ماتشتهيه
ماكنتُ إلا ناسكًا في معبدي
ماكانَ قلبي صابئًا كي تقتليه
يادرةَ القلبِ المُؤرقِ أنصتي
ليسَ العتابُ بمنصفٍ فلتتركيه
فوزية شاهين
لا تتركِ الأضغاثَ ترسمُ خطونا
وتتوه في دربِ المظنَّةِ يا نبيه
فصَّلتُ عرشَكَ من ثيابِ مشاعري
وبنيتُ قصرَكَ في الفضاءِ لتعتليه
زُلفى أتيتُكَ من عيونِ المعجزاتِ..
.. وإن بحثتَ فلن ترى مثلي شبيه
محمود عبد الرحمن
ماضلَّ قلبي بالظنونِ وإنَّما
شبحُ الفراقِ أذله ويطوف فيه
يَسعى لوجهِكِ بالصَّفا ويحثًني
علّى أصادفُ زمزماً كي أرتويه
من قالَ إنِّي في الهوى متعجرفٌ
قلبي أتاكِ مُولهًا لا تخذليه
فوزية شاهين
لم أخذل القلبَ الذي يا كم أتاني
بائعًا وأنا بعمري أفتديه
ألقِ القميصَ على عيونكَ كي ترى
من باعَ ، من قتلَ الفؤادَ بسيفِ فيه
ثاوٍ ، فؤادي في الفراغ ونبضُه
في الجبِّ ينتظرُ العزيزَ ليشتريه
محمود عبد الرحمن
أرهقتِ أحلامي التي أفردتُها
مثلَ البِساطِ فحلّقي مادمتِ فيه
ليطوفَ بي فوقَ التأملِِ والرؤى
كيما يرِفُ بنا الغرامُ ونجتبيه
في الجبِِ قلبٌ قد تلا أنشودةً
ترنو لقلبٍٍ قد عفا فلتقتنيه
فوزية شاهين
هلَّ الشتاءُ بموكبِ الذكرى وكم
قال احضني مطرَ اللقاءِ وقبِّليه
لكنَّ نوباتِ انتظاركَ عاقبت
عمري وأمطارَ التذكر لم تقيه
خبأتُ نفسي تحتَ أشجار المُنى
ونخيلِكَ المرويِّ من دمعي النزيه
محمود عبد الرحمن
رغمَ الفراقِ ووطأةِ الحرمانِ ما
غابت طيوفُكِ عن فؤادٍ تعتريه
ويضيقُ صدري بإنتظاركِ والمنى
عندَ اللقاءِ يلُفنا شوقاً يليه
لا تَحزني فالعمرُ يمضي راحلاً
فوقَ المدامع ساخراً لا تسمعيه
فوزية شاهين
كيف افترقنا والأماني لحظة ٌ
قد تنتهي من دون وصلٍ نرتجيه
مازالت الأيامُ فيها فرصةٌ
أن نلتقي ونعودَ للسببِ الوجيه
ونهدئ القلبَ العنيدَ بوردة ٍ
كيما يرقُ وفي الأضالع نحتويه
محمود عبد الرحمن
أرسلتُ في جوف الليالي دمعتي
تهفو إليكِ بخافقي فلتعذريه
العيشُ في رغدِ الفِراق مذلةٌ
والعمرُ دونَكِ يقتفي تيهاً فتيه
اليومَ أصبو للّقاءِ وحلمُنا
يبدو كفجرٍ دافئٍ فتلحفيه
التعليقات مغلقة.