موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أمونتاليدو قصة قصيرة للكاتب الأمريكي إدجار ألان بو ١٨٠٩-١٨٤٩ ترجمة بتصرف بواسطة الدكتور خالد العجماوي

150

أمونتاليدو
قصة قصيرة للكاتب الأمريكي/ إدجار ألان بو (١٨٠٩-١٨٤٩)
ترجمة بتصرف بواسطة الدكتور خالد العجماوي

لكم سخرت مني يا فورشناتو، ولكم استهزأت باسم عائلتي “مونترسور” العريقة! لسوف أجعلك تدفع الثمن غاليا إذن..هكذا بهدوء، ودون أن تشعر. لن تشك في شيء مما أفعل. سأظل أبتسم في وجهك الكريه. ليس لك في الحقيقة، وإنما لأفكاري أنا ولما تحويه من خطة للانتقام.
إن فورشناتو رجل ذكي، كما أنه من ذلك النوع الذي قد تخشاه لقوته، غير أن لديه نقطة ضعف أصيلة: عشقه للخمر. هو رجل ذواق للنبيذ، ويستطيع التفريق بين أنواعها بسهولة. وكذلك أنا أفهم كثيرا في صنوفه، وأشتري منها المعتقة القديمة. إنها قنان النبيذ المعتق إذن ما سيأتيني بما أريد من انتقام.
كانت ليلة حالكة حين قابلته في الطريق. كان وحده.
كان دافئا ودودا على غير عادته، ورائحة الخمر تفوح من فمه، ابتسمت له، وصافحته في حرارة..

  • فورشناتو! كيف حالك يا عزيزي؟
  • مونترسور! مساء الخير.
  • في الحقيقة كنت أفكر فيك يا صديقي. سعيد أننا تقابلنا. كنت قد اشتريت قنينة معتقة وأخبروني أنها من نوع أمونتاليدو.
  • أمونتاليدو! مستحيل!
  • أعرف أنه من الصعب جدا أن تكون هكذا. كنت أفكر في أن أسأل صديقنا لشريسي.
  • لشريسي؟! هل تمزح؟ إنه لا يستطيع التفريق بين صنوف النبيذ..
  • لكنهم يقولون إن خبرته تضاهيك يا فورشناتو..
  • يا إلهي! دعنا نذهب إذن.
  • إلى أين؟
  • عندك في القبو. سأتذوقه وأخبرك.
  • لا لا..لا داع يا فورشناتو. أراك لست على ما يرام.
  • هراء! أنا بخير..هيا نذهب. أمونتاليدو! أحدهم يسخر منك يا مونترسور. لشيريسي! إنه لا يعرف شيئا عن النبيذ يا رجل!
    قالها وهو يأخذني من ذراعي، متجها نحو قصري الصخري الكبير. كان قصرا كبيرا مملوكا لعائلتنا مونترسور منذ قرون. كانت خطتي تقتضي أن أخبر الخدم ألا يتركوا القصر هذه الليلة حيث أني سأبيت خارجا، فكان هذا بمثابة أمر مني أن يتركوه جميعهم!
    وصلنا إلى القصر الكبير، وانتزعت شعلتين كانتا معلقتين على الحائط.
    ناولت فورشناتو واحدة، ثم اتجهنا نحو الدرج السفلي حيث الظلام الدامس يكاد يبلع أي بصيص. كنت أسبقه بخطوات، وأنا أنبهه إلى مواطيء أقدامه في ذاك السواد..هبطنا حتى وصلنا إلى القبو السفلي الأخير. هناك كانت رفات عائلة مونترسور ترقد في سلام، حيث لاشيء سوى البرد القارص والظلام الحالك، وعظام متناثرة لأجساد من عائلتي المجيدة، وبعض من قنانيّ الخمر المعتق كنت أحتفظ بها وسط الرفات.
    لم يكن فورشناتو في وعيه الكامل، وكانت خطواته ثقيلة، وعيناه مفتوحتين تحاولان أن تخترق الحجب، وهو يحمل شعلته ذات الضوء الضعيف، ثم تأقلمنا رويدا لما يلفنا من ظلمة، حتى استطعنا أن نرى الحوائط الصخرية الرطبة التي تشع برودة، وعظام عائلتي ترقد بجانبها في أكوام متراصة، وقنانيّ الخمر موضوعة فيما بينها في صفوف.
    التقطت قنينة من وسط أكوام العظام، وكسرت الفوهة في الجدار الرطب، ثم قدمتها إلى فورشناتو.
  • اشرب فورشناتو. إنها من نوع موديك. ستساعدك كي تبقى دافئا.
  • أشكرك يا عزيزي. سأشرب من أجل هؤلاء الأموات الذين يرقدون بيننا!
  • وأنا سأشرب في صحتك يا فورشناتو!
  • اممم..لذيذ جدا! لكن أين أمونتاليدو؟
  • إنها هناك.
    مشينا إلى الداخل قليلا حتى وصلنا إلى غرفة أخرى حيث تتساقط قطرات من الماء من السقف.
    قال فورشناتو:
  • وكأن القبو واسع لا نهاية له!
  • نحن عائلة كبيرة وعريقة يا فورشناتو، ولا يكفينا قبو صغير. أراك ترتعد من أثر البرودة. هيا بنا نعود إذن.
  • هراء! أنا بخير. دعني أحتسي رشفة من الموديك فقط.
    أخذت قنينة أخرى من نوع “ديجرافي”، كسرتها في الجدار الصخري، ثم التقطها فورشناتو مني في سرعة وتجرعها دفعة واحدة. صدرت منه ضحكة ثملة، وهو يقذف بالقنينة بعيدا، ويستكمل سيره البطيء.
    صار الهواء ثقيلا شحيحا حتى كادت مشاعلنا أن تخبو. ووصلنا حيث غرفة أخرى تراصت على جوانب جدرانها الثلاثة عظام على شكل أكوام ضخمة علت فوق رؤوسنا، بينما تناثرت على أرض الغرفة الرطبة عند الجدار الرابع. والذي وجدنا فيه فتحة نحو غرفة جديدة. كانت صغيرة ومعتمة فبدت كثقب كبير في الجدار.
  • هناك يا فورشناتو..أمونتاليدو هناك!
    سار فورشناتو بخطواته الثقيلة نحو الغرفة المعتمة. وكانت نظراته ذاهلة وفكره مشوش. كان ثمة سلسلتين معدنيتين تتدليان على كلا الجانبين، وكان في آخر إحداهما قفل من حديد. لم أفكر طويلا. دفعت فورشناتو نحو الجدار، وربطت حوله السلسلتين في إحكام، ثم أغلقت القفل الحديدي.
  • فورشناتو! من فضلك..أريدك أن تتحسس الجدار لتشعر كم هو رطب وبارد. ألاتزال تريد البقاء هنا؟ حسنا سأذهب أنا إذن!
  • ولكن..ولكن أين أمونتاليدو؟
  • آه تذكرت!
    شرعت أبحث من حولي حول العظام المتناثرة هنا وهناك. وجدت القطع الصخرية التي كنت نزعتها من الجدار كي أصنع هذه الغرفة ذات السلاسل. بدأت أرص الأحجار كي أبني الجدار من جديد، بينما وقف فورشناتو مرتعدا.
  • ماذا تفعل يا مونترسور؟!
    استكملت رص الأحجار في عناية، وأنا أسمعه يهز السلاسل في عنف يائس..
  • مونترسور! يا لها من مزحة! كم أنت لطيف!..لكم ضحكنا ونحن نشرب سويا.
  • نعم بالطبع. ونحن نشرب أمونتاليدو!
  • ولكن..ألم نتأخر؟ أظن أنه وجب علينا أن نعود الآن!
  • نعم وجب علينا أن نعود!
    لم يكن قد تبقى سوى الحجر الأخير.
  • مونترسور! لأجل الله!
  • نعم نعم..لأجل الله!
    لم أسمع صوتا. صرخت:
  • فورشناتو! فورشناتو!
    وضعت الحجر الأخير حتى استكملت الجدار فلم يعد للغرفة الصغيرة من أثر. رصصت أكوام العظام بجانب الجدار حتى علت فوق رأسي. تمتمت في خفوت وأنا أهم بالرجوع عائدا إلى الدرج:
  • لترقد في سلام يا فورشناتو.
    التقطت أذناي صوت صرخة ضعيفة، مملوءة بالخوف والوهن.

التعليقات مغلقة.