أمير القوافي …
بقلم علي أحمد
قصيدة: أمير القوافي
هذا أميرُ الشعرِ والشعراءِ
جادَ الزمانُ به على استحياءِ
وصَلَ الذى قد قُطِّعَتّ أوْصالُه
عَبرَ القرونِ ببعثةِ الإحياءِ
وأتَى بمَا لم يأتِ فَحلٌ مِثلَه
في سابقِ الأزمانِ والشعراءِ
وسما علي عرشِ القريضِ بِبَدرِه
من غيرِ سَعيٍ دائبٍ وعناءِِ
قد تَوَّجَ الشعراءُ أحمدَ إمرةً
تسمو على الكبراءِ والعظماءِ
فهو الجديرُ بكلُ سبقٍ فوقَها
هل يعرفُ الأعلى سوى الكبراءِ؟!
لو لمْ يرَ الشعراءُ أحمد رائدًا
ما أنزلوه منازلَ الأمراءِ
أو ما كَسَوْه ببردةٍ فوق البِلى
تزدادُ حسنًا عندِ صوتِ عِشاءِ
شوقي أمير الشعرِ هذا حقُه
لا منةً بالفضل للفضلاءِ
لو أن أركانَ البيانِ تحدثت
وضعته فوق القمةِ الشماءِ
في كل حرفٍ من قصائدِه سنًا
يمحو الظلامَ بأعينٍ رمداءِ
ويَشلُّ ألسنةَ الذين تَطاولوا
في حقِ أحمدَ دُونما استثناءِ
“كبري الحوادث” قد غدت إلياذةً
تَسمو على إلياذةِ الغرباءِ
في نور أيكِ حروفِها “ولد الهدى”
و” النيلُ” يَغدِقُ من لُجَينِ الماءِ
“قم للمعلم” إن مشى لك ظله
جسر الوصال لروضة العلياء
قد كان شوقي بالبلاغة مُلْهَمَا
نظم الحرف بدقة البلغاء
لاحرفَ يَعْدلُ عنْ شريفِ قريضِه
أو أن يداني روضة الفصحاء
فكأن أركانَ الهجاء بنانُه
يأتِينَ طوعًا عند أي هجاء
تنْسابُ أنهارُ الخيالِ بعقله
فيصوغُ منها فتنةَ البُصَراءِ
هذا الأميرُ فلا إمارةَ بعدَه
كَذبَ الذين تمسحوا برداءِ
التعليقات مغلقة.