أمي والذبابةُ الزرقاءُ قصة قصيرة بقلم /حسين أبوسيف
تبخترت بزهو في فناء بيتنا المتهالك بلونها الأزرق اللامع تبسط جناحيها تارة وتقبضهما جولة أخري
تجوب المكان باحثة عن مأربها
تطلعت إليها وحدقت كثيرا
ماهذا اللون الجذاب ؟
وماهذه الحشرة النرجسية المزاج ؟
نظرت أمي إلى عيني المسافرة خلفها
خَشِية أنْ أهشَها
أتركها فإنها روح جدك
المرحوم الحاج عبدالرازق
اشتاقت إلينا فجاءت لزيارتنا فدعها تطوف
كانت كلمات أمي هي الحقيقة التي لا ريب فيها فرحت بتلك المعلومة التراثية التي سكنت ذاكرتي سنوات طوال
ربما أفصحت بها لأقراني و أنا فخور فأنا أعرف مالايعرفه
الآخرون وبعد أعوام وأعوام تحسست خبرها فوجدتها ليست روح جدي ولكنها راعية التحلل لتفرغ لنا القبور لاستقبال أجساد الموتى الجدد لتدور بهم دائرة الفناء وتبقى هي رسالة الله للأحياء بمالها من نفعٍ وبقيت
أمي معلمتي الأولى
وكتابي الذي لا أنساه
بقلم
حسين أبوسيف
التعليقات مغلقة.