“أم اللغات” … شعر صديق الحرف. أحمد محمد حنّان -بحر الكامل
أنا
شغفًا ألاحقُ حُسنَكِ الفتَّانَا
أعِدُ القريضَ وأرتجي التحْنانَا
يا أنتِ يا أمَّ اللغاتِ تكلمي
فالصمتُ هزَّ من الضجيجِ كِيانَا
قولي بربِّكِ مالذي جرحَ الهوى
وأطاحَ مني هاجسًا ريَّانَا
لستِ الجفاءَ وإن طغيتِ ملاحةً
إني أعيذُ وصالَكِ الإنسانَا
من شرِّ حسَّادٍ رآكِ بدفتري
ولسانُهُ لم يذكرِ الرحمانَا
اللغة
أنا لا أطيقُ بعادَ من قد هام بي
ويصوغُ مني ماسةً وجمانَا
ويُضيئُ من حبرِ الدواةِ منارتي
في ليلةٍ زهِدَ الرقودُ هوانَا
ويبيتُ في نظمِ اللآلئ إبرةً
وخيوطُها ليلٌ بها أغوانَا
لكنَّ لي مثلُ البقيةِ أنَّةٌ
وحنينُ أنثى للبُكا أحيانَا
فيسيلُ دمعي إن بُهتُّ بكذبةٍ
تسمُ الكيانَ وتوغِلُ الخذلانَا
مني تفرَّعَ كلُّ حرفٍ في الدنا
فلم الزمانُ يهدُّ لي أزمانَا
أنا
أنتِ الأصالةُ والجمالُ مليكةٌ
وعروشُ ملكُكِ تعتلي الأكوانَا
لا شئَ يسلبُكِ الرزانَ وسؤددًا
ملأ الوجودَ فصاحةً وبيانَا
لا شكَّ أنَّ المترفين ثقافةً
تبعوا الأعاجمَ منهجًا ولسانَا
فهلِ الأتانةُ تنجبُ الخيلَ التي
تثبُ العقولَ وتأسرُ الأذهانَا؟
لا شكَّ أن قلوبَهم مغمورةٌ
في بُهرجٍ يتلونَهُ إيمانَا
لا تحزني ياشوقَ آدمَ والنبي
فأنا سأُبْلغُ مجدَك الآذانَا
معكِ الحياةُ منابعٌ من خمرةٍ
وبكِ الجنانُ تَغِيظُ من ينهانَا
اللغة
أثلجتَ صدري في حديثٍ شيِّقٍ
ومرِدتَ حزني سلوةً وحنانَا
فتكعَّبَ الكلِمُ الجميلُ بمبسِمِي
حتى لَيُبدي جهرةً ماكانَا
فاليومَ أقهرُ من يداهنُ كذبةً
ويعدُّ فيها محفلًا ورهانَا
أنا مَنْ وُلِدتُ بثغرِ آدمَ إبنةً
حواءُ أسكنُ رقةً ودِنَانَا
أنا مَنْ يذوبُ العاشقون بنطقِها
وأراقِصُ الأوراقَ والألحانَا
من معجزاتِ الأنبياءِ بلاغتي
شرفًا تؤبِّدُ أحرفي الأديانَا
8/11/2023
التعليقات مغلقة.