أنا الإنسان خاطرة بقلم د/محمد السيد الإسكندراني
أنا الضاحكُ على زماني
أنا المستهين بصعبه،
وسهله، يمر بي ولا أبالي
لم يُغْرِنِي يوماً ذَهَبُه
وذهبت كلُ أهوالِ عمري
وانفَضَّ الشرُّ والخيرُّ حَولِي
وبقيتُ أنا منتصراً
أبقاني إلهي بقدرته وقدره
أنا المستعصي على الكسر والخذلان
أنا الإنسان…
رأيتُ الدنيا تذهب لمن لا يستحق
فَهَانَتْ في قلبي وفي وجداني
ورأيتُ الأبطال..
راحةَ بالهِم؛ كأسٌ ارتووه
وضميرهم الحي؛ فضائله؛
داست رذائل الروح
والأجساد كالأروح لطيفةً
تطير؛ انعدمت في حقها
قوانينُ الجاذبية؛ جَذَبتْهُم
أنوارُ أرواحِهِم الطائرةِ للعُلى
وأصبحت أسراراً، كسرِّ الروح بهم
فواهٍ؛ واهٍ لبيعهم وابتياعِهِم !!
وويلُ أمِّي؛ ثم وا ثكلياهُ
إن لم أكن مثلَهم ؛ وشبيهَ وصفِهِم
وتبَّاً لسدودٍ وعراقيلٍ
حجزت بيني وبينهم
وبسببها لم أسِر على حذوهم
ولأجلها؛ لم أحلق في ملكوت طهرهم
هاماتهم صادقة؛ وجوههم نيرة
قلوبٌ صافية؛
كليلٍ بهيم فيه البدر
كشموسِ مجراتِ الكون مشرقٌ ومطَّلِع
همُ الماء الصافي؛
وبئرهم بنوه بصادقِ نفوسهم
ليسقي ظمأى الأرواح
همُ الحياة؛ يوم قالت للموت قِفْ
فموت الروح والضمير؛
موتةٌ كبرى لا تَقِفُ.
تعيسٌ من لم يكن شبيههم
تعاسة وشقاوة خطيرةٌ لا تنقضي
كبَّرت عليه دنياهُ أربعاً لموتِهِ وتَعسِهِ
وأنا لا أطمع أن أكون مثلهم
حاشا وكلا!
أنا فقط أريد التشبه بخطوهم
فأنا المستعصي على الكسر وعلى الخذلان
أنا الإنسان
التعليقات مغلقة.