أنا الفُصحیٰ…في كؤوس من مرمر شعر جمال ربيع
ھا أنا الفُصحىٰ قامتي قامتانِ
وأنا الفُصحىٰ ليسَ يخبو زماني
لي علىٰ طاوِلاتِكمْ ألفُ بابٍ
يعرِفُ الأوَّلونَ أينَ مكاني
مِنْ على ساعِدِيْ تطيرُ صُقورٌ
وعلىٰ راحتيْ تذوبُ الثواني
وقِفارٌ كانتْ بدوني عطاشى
زَغرَدتْ في رِحابها والأماني
فارسمي يارياحَ شوقي طريقًا
مُستريحًا كلونِ وردِ التداني
واشطُبي مِنْ دَفاتِري كلَّ حرفٍ
يستبيحُ الدموعَ في كلِّ شاني
من علىٰ شُرفَتي تبوحُ غصونٌ
لعصافيرِها بسِرِّ الأغاني
فتغنَّتْ واللحنُ مازال يمشي
يسكُبُ البوحَ بينَ قاصٍ وداني
في كؤوسٍ من مَرمَرٍ للتجلّي
تتهاوىٰ إليهِ كَفُّ الحِسانِ
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
یاخفیفَ البِحارِ فیکَ أراني
إنَّ قلبي في الأمسیاتِ طَلیقُُ
من لقلبي إن عانقتهُ جِناني
تورِقُ الأشجارُ ابتسامًا نَديّا
تسكُبُ العِطرَ في ربوعِ المكانِ
وأنا الضّادُ ليسَ مثلي سَميٌّ
الجمالُ اشتاقَ الندىٰ فدعاني
لي على شُرفَتي مجازٌ بسيطٌ
حين يمشي هلْ مِن مُباهٍ يُداني
شاغلتني قصيدةٌ في. حياءٍ
فتهادَتْ فى رقصةِ (الشمعدانِ)
كلُّ حرفٍ تخاطفتهُ الأيادي
تتوضّا من راحتيهِ المثانِي
قصةُ الأمسِ استراحت فنامتْ
في عیوني ثم استباحت حِصاني
سافَرَتْ للهوی ولا تنحنیي
عانق الحُسنّ المُجتَبی مُدنفانِ
مستحیلٌ تری لها أيَّ غولٍ
وجهُھا باسِمٌ يُثیرُ بیاني
کم تَغَطّی بثوبها مولَعٌ
وتَناجیٰ خلالها عاشقانِ
ومَجَازاتي بحرُها لیسَ بحرًا
كبحارٍ من أيِ بابٍ ثانِ
أنا والقرآنُ التقينا فزِدنا
للمعاني في دَفَّتينا مَباني
كسحاباتٍ تحملُ القَطْرَ رِيَّا
اِرتقينا فوقَ المدىٰ رائعانِ
شَرِبَتْ من رِوائِنا الصّحاري
عَجَزَتْ أنْ تعلو علينا المعاني
أعْجَزَ القرآنُ الكريمُ فحولًا
حيثما جاوَبَ البيانَ لساني
أثقَلَتْ آياتُ العليمِ رِقابًا
طاوَلَتْ من سِموِّها الفَرقدانِ
بلسانٍ من آلِ يَعْرُبَ جئنا
نتحدّىٰ بآيَةٍ كلَّ شانيْ
كَمْ تسامىٰ مكانُنا فارتقينا
وتزَيَّنا في العُلا بالصَّولجانِ
أيّها المُجْتَبىٰ تعالىٰ حَسيسًا
واشربِ الحُسنَ رائقًا في قِناني
إنَّ دربي في الأُمسیاتِ مضيءٌ
کلُّ من یبغي سوايَ يُعاني
هاأنا الفُصْحىٰ في ضلوعي صَريرٌ
يسكبُ المعنىٰ رائعًا في الجِفانِ
وأنا الفُصحىٰ لا أرىٰ ليَ نِدًّا
ويلُ حَرفي لمن أتىٰ يتحدّان
التعليقات مغلقة.