أنا القاضي أنا الجلاد احتار دليلي الفصل الثالث والأخير
انا القاضي انا الجلاد احتار دليلي “الفصل الثالث والأخير”
ذهبت اليه مرة ثانية بدون تردد… وانا اعلم ماسوف يحدث لي مسبقاً … لن ارتعب هذه المرة فسوف تأتي الألام بعد انتهاء كل شئ… وهكذا ينتهي الأمر للأبد… ولن أسرق بعد أبداً … لم تكن قدمايوالحمد للهماهرة الا في الهرولة والجري من الشرطة…
ثم ساقتني قدماي الضالة الي تنفيذ حكمي
ليعلم الجميع اني قد فعلتها لإرضاء أبي… وبهذا يرفع رأسه أمام الناس ولا يخجل من ولده اللص … لاني وقتها سوف أكون قد شفيت من علتي …
ثم جلست بجوار القضبان انتظره والناس يتأملون مجلسي…
لو أن لدي يدا ثالثة لتحمل كفي بعد قطعها! … ماجعلتكم تروني… أنا صادق في توبتي … اعلم أنه أمر فوق تخيل البشر…لكنه الحل الأمثل بالنسبة لي حتي اتخلص من هذا الذنب للأبد…
اأنا اضعف من ان اقاوم جلب الحرام الي جيبي و لن أكف أبداً عن السرقة… نفسي دنيئة واحترت في أمرها فكان لابد من الخلاص … ولهذا كان حكمي علي كفي هو العدل نفسه …
تعالي واقترب ايها القطار فقد فاض بي الكيل خذها…خذها وخلصني من وصمة عار التصقت بذكري … لقد عجزت عن التوبة… فحررني منها الأن حتي يفتح الجميع أبوابهم لي… ويضمني أبي لجوار قلبه … وانام مرتاح البال في فراش أمي … لقد اشتقت لحياتي الأولي بالفعل…
ثم جلست مستسلما… وتركت له راحة يدي بكل رضى اقطعها وخلصني … صورة أبي في مخيلتي لا تفارقني وهو منكسر ذليل بسببي… صوته يرن في أذني… كجرس الصلاة في الكنائس والمؤذنين في المساجد …
انت بالنسبالي ميت … بكيت كثيراً بسبب تلك الكلمة
سوف أحيا ياأبي… وتضمني بفخر أمامهم جميعاً… وتردد كلمات أشتقت لسماعها منك…
وتقولورأسك مرفوعة لعنان السماء: أنظروا… قد قطع يديه من أجلي…
هاهو يعلو صوته كالوحش الجائع… يقترب… داخلي تردد ضعيف تهتز يدي من الخوف… … لا لا لن اتركك للحرام والسرقه مرة اخري … ثم تركتها وأغمض عيني… حتي قطعها…
وغبت عن الوعي لبعض الساعات …
وقلبي ينزف دما علي راحة يدي التي نفيتها بإرادتي … ووجدت نفسي في فراشي يلتف من حولي الأهل والأقارب
أبحث عن لحية إبي بين شيوخ البلدة والأقارب والأهل لم أجده… انا بالبيت الأن؟! لا أصدق…
الجميع يلتفون حولي ، يتمتمون بالكلمات لا يصدقون مافعلت…
ولكن اين أبي؟ قد فعلت هذا من أجله…
علمت من أمي انه رحل غاضبا لبيت اخيه بالبلدة المجاورة …
وترك لي البيت وهو يتألم…
هل يعقل هذا…ان ينتهي الموضوع بعدم الرضى بعد كل مافعلت؟!… لا والله لن أتركك تستمر في غضبك
جمعت اهل بلدتي واقاربي وذهبت اليه في جمع عظيم…
اناديه من خلف الأبواب الحديدية في بيت عمي الكبير… بصوت ترتعب له القلوب …
افتح الباب ياعمي… ابلغ أبي اني قطعتهما من أجله …
وجئت اليك لتسامحني وتكفن كفنا بيدك…لتسبقني الي قبري…
اخرج ياأبي واقبل توبتي فلن يدخل الحرام بيتك مرة ثانية…
ثم خرج بصحبة عمي وأولاده يبكي…
وأقترب مني بحزن عميق يهز منكبي بقوة…
ليه عملت كده في نفسك؟!
ثم ضمني بقوة
مسامحك ياابني وربنا يغفرلي لو كنت السبب…
وذهبنا الي البيت
يالها من سعادة…
قد ابدلني الله بكفوف أبي وأمي لتطعمني وتسقيني…
ثم رن هاتف اصدقائي من جديد بعد مرور شهور
ففتح ابي لي الهاتف واطلق البراح للصوت… وهم لا يعلمون انه يسمع… يروون عن الحكايات والمغامرة الجديده…
فقلت باقتطاب… النمرة غلط…
ثم اغلق أبي الهاتف وهو يبتسم
ثم طلبت منه تهشيم الخط… وفعلها بدون ان يسألني لماذا…
الأن فقط ياأبي… فهمت خطئي
كان الأجدر بالنفي والقطع هؤلاء وليس كف يدي
مع تحياتي وتقديري لكل من تابعني لهذة القصة الرائعة لشاب مصري…قصة حقيقة من واقع الحياة
سنية أبوالنصر
التعليقات مغلقة.