أنا وأنتَ يا أنا … جمال ربيع

أنا وأنتَ يا أنا … جمال ربيع

يا أيها الولد الذي زرع المُنى
وبشاشتي وهشاشتي وتأمُّلي

وعلى مُحَيّاكَ اغترَفتُ مودَّتي
ورصَصْتُ أحلامي فبانَ تهَلُّلي

فعرَفتُ أنَّكَ مُضغةٌ في أضلُعي
و الحُسن في عينيكَ فاقَ تخيُّلي

الليلُ في عينيكَ أشعَلَ مُهجتي
والوردُ في خدَّيكَ شَدّ تطَفُّلي

ما أجمَلَ الحرْفَ الذي أسمعتني
ما أطيبَ اللحنَ الذي لحّنتَ لي

أسمعتني في أمسياتِكَ غنوةً
فملكْتني وصعدتُ منكَ لمأملي

كلّ الحروفِ إذا رحَلتَ بعاقِرٍ
وإذا أتيتَ رأيتُها بي تنجلي

فتَصيرُ حُبلى قبلَ أنْ ترتادُها
وتُعانِقُ الأطفالُ فيها أُنْمُلي

وأكونُ في بحرِ القصائدِ مِشْعَلاً
وتضئُ طُرُقاتُ البيانِ مشاعلي

وتنامُ في كفّي لُغاتُكَ أبتني
بيتاً يُطِلُّ على الخليقةِ من علِ

وفتحتُ فصلاً فيهِ يشتبِكُ الورى
في نَحْوِنا وبلاغتي ومفاعلي

يتدارَسونَ قصائدي ما بينهم
يتنزّهونَ بشاطيءٍ للكامِلِ

سَرَقوا ابتِسامكَ والليالي والمُنى
قدْ عُلِّقَتْ في كَفِّهمْ وقُرُنفُلي

دَسّوا أصابِعَهمْ بجيبكَ عَلّقوا
منكَ الهويةَ واشتكَوا بتبتُّلِ

حَكَموا عليكَ فكبّلوكَ بزيفهم
ورَمَوكَ في زنزانةٍ بتجاهلِ

زنزانةٌ تُدعى الربيعَ الماكِرَ
وتَوَسَّعوا فأتى الخريفُ بمِنجَلِ

حصدوا صباحاتِ الربيعِ وواصلوا
سَحْبَ البراءَةِ من صفيرِ البُلْبُلِ

باتَ الطّريقُ مُعباءً بجهالةٍ
وعَلَتْ مزاميرَ الغِناءِ ( ترَلَّلي )

فادخُلْ لعمريَ كابتسامِ يمامةٍ
من أرضِ تونسَ قد دعتكَ لمَحفَلي

أو غُصْنَ زيتونٍ بغزّةَ أشتهي
يمضي الحَمَامُ بطرفهِ. للموصِلِ

ومن الجزائرِ نحْوَ طنْجةَ ضُمّني
وعلى الحوائطِ في دمشقَ سَجَنْجَلي

أشجار صَنْعا في المَنامَةِ جذرُها
وعلى الرّياضِ تمُرُّ ثمَّ تعودُ لي

وبأرضِ طِيبةَ نخلةٌ تُلقي الهَنا
و نَسيبِها … فوقَ الوجودِ الأوَّلِ

فاسكُنْ بروحي واتكئْ ببراعةٍ
إني نَخَلْتُ رِمالَها بمناخِلي

وزرعتُ تُفّاجي على أرجائها
وفرَشْتُ حَلوايا ليحلو مأكلي

وكُنِ الجوامِعَ والكنائسَ والهوى
وكُنِ الرّضا وعلى الطّريقَ المُقبِلِ

،،،،،،،،،،،،، جمال ربيع ،،،،،،،،،،،،،،،،،،