أنا والعمــر شعر موسى وحدالله
رحلت مـن الصبا نحو الشبابِ
فيلقاني على الدربِ المشيبُ
ونـال الـدهــر منـي مـا تمـنى
فهـل لي فيك يا دَهري نصيبُ
فكم من عمرنا يكفي لترضى
ويلقفُ شمسَنا هذا المغيب
إذا ذُكر الشبابُ رأيتُ نفسي
سليلَ المجدِ ليس له حسيبُ
وخضتُ غِمار دنيا الناس فرداً
أداوي جرحهم نعم الطبيب
وقـد تـاهت دروبي رغـم أنـي
خبيــرُ الدرب عقلي لا يغيبُ
وترمي بيَّ الحياة لجاج بحر
شديدِ الموجِ تملؤه الخطوبُ
ونائِحـةٌ تنـوحُ بغيـر خطـبٍ
وخطـبٌ دون نائِحـةٍ ينـوبُ
ويذهب صوتُهـا شيئـاً فشيئا
وهـــذا دمعُهـا عنهـا غريبُ
ويَرقُد حيث ضل الدرب يوما
بشوقٍ قد يخيبُ وقد يُصيبُ
ومن عجبِ العُجابِ فقد رُمِيتُ
بدهرٍ فعلـــــه عجـبٌ عجـيبُ
وكم صَوبّتُ نَحّـو رِضَاهُ سَهماً
كـأن السهّمَ فى صـدري لهيبُ
وكم من طيِبِ انسامي منحتُ
وقـد كـان النسـيمُ لـهُ يطـيبُ
سئِمّـت بناتــهِ والتــاع قلبــي
فهـل يـا دهـرُ أحزاني تطـيبُ
وعـدت كمــا بــدأت براحـتيَّ
أُكفكِفُ دمعتـي وعلى النحيبُ
فإن اودعني ذاك الشيبُ موتاً
فخيــرُ مقالتـي ذاك النصـيبُ
وأقسـمُ أننـــي راضٍ بقــدري
ومن يرضى فلا سعى يخيبُ
التعليقات مغلقة.