أنا والكتاب.. مرثيَّةٌ لمكتبتي الَّتي أمضيتُ عمري في جمعها وتأسيسها ثمَّ نُهِبت وأحرِقت على يد خفافيش الظَّلام .. بقلم عزيزة طرابلسي

أنا والكتاب
مرثيَّةٌ لمكتبتي الَّتي أمضيتُ عمري في جمعها وتأسيسها ؛ ثمَّ نُهِبت وأحرِقت على يد خفافيش الظَّلام .. بقلم عزيزة طرابلسي

هل يومًا جُبْتَ العالَمَ
في ساعاتْ ؟؟
وعبرتَ التَّاريخَ إلى البدءِ
عبرَ الصَّفحاتْ ؟؟
هل حلَّقتَ على أجنحةِ الحرفِ
وراءَ الحلمْ ،
ونسيتَ الواقعَ والخيباتْ ؟؟

لا أمْتَعَ مِن إبحارِ المرءِعلى متنِ الكلماتْ
والغوصِ على دُرر الأفكارْ
وخفايا النَّفسِ البشريَّةْ

أدركتُ الفكرةَ حينَ عرفتُ
طريقَ الحرفْ
وخبرتُ الكتبَ وما تحويهِ
مِنَ الأسرارْ
فإذا بي أملكُ مصباحًا
كعلاءِ الدِّينْ
يُسْعِفُنِي في أيِّ مجالٍ
يُغنيني عن أيِّ سؤالٍ
يحتضنُ فضولي ؛ لا يسأم

ويُطيلُ الشَّرحَ لِأتعلَّم
يصحبُني في أحلى الرِّحلاتْ

مكتبتي كانت مُؤنِسَتي
ومُعلِّمَتي
ورفيقةَ دربي ، وملاذي
تفتحُ أبوابًا مغلقةً
وتضيفُ حياةً لحياتي

وكتابي صديقي منذُ وعيتْ
أقصُدُهُ فألقاهُ سخِيَّا
يضعُ العالَمَ بينَ يدَيَّ
يُبكيني حينًا يُضحكني
امضي معهُ اجمل أوقاتْ

في ليلٍ وحشيِّ الظُّلُماتْ
زحفَ إلينا حِقدٌ أسودُ
جهلٌ في ثوبِ إمامْ
وامتدَّتْ يدُهُ الآثِمةُ
تسرقُ مِنَّا الأحلامْ
وبِهَمَجِيَّةْ
تطفِئ نور العلمِ
تُبَدِّدُ كلَّ الإبداعات

لن يُشرِقَ للشَّرِّ نهارْ
وتظلُّ ( اقرأ ) خير وصيِّةْ
لنبيِّ الله المختارْ
ما دامت في الرُّوحِ بقيَّةْ
ما دام الحبرُ دمَ الشِّريانْ
وستبقى الأقلامُ الفيصلَ
بينَ النُّورِ وبينَ العتمةْ
فالمجدُ الباقي هوَ الإنسانْ
والإنسانُ هوَ الكلمة …

عزيزة طرابلسي دمشق