انا ومالك وخطيب المسجد
بقلم سمير الخولي
أنا و مالك و خطيب المسجد
ارتديت جلبابى بعد ان توضأت فاليوم هو العيد الاسبوعى لكل مسلم اليوم هو الجمعة يوم الصلاة ومقابلة الاصدقاء القدامى والجيران عقب الصلاة فطوال الاسبوع كل منا فى عمله ولا نلتقى غالبا الا فى هذا اليوم العظيم . وما ان هممت بفتح الباب حتى فوجئت بظلى الصغير عم مالك مرتديا جلبابا ابيض جميل زاده هو جمالا ورقه وهو يخطو به اولى خطواته فى الحياة متعلما المشى على قدميه بعد ان كان يزحف على أربع وضحك ضحكته الساحرة وهو يجذبنى من قدمى قائلا “ددى ددى اكبر أكبر “وطبعا كعادتى لم أستطع أن اعصى له أمرا خصوصا وهو جاهز ومستعد للنزول امسكت بيده الصغيرة ونزلنا سويا درجات السلم وهو يشير لامه فرحا ويردد” انا باى مع ددى أكبر “وأمه اكثر سعادة منه لانها سترتاح من اسئلته لبعض الوقت على حد قولها .دخلنا المسجد وقمت بأداء صلاة السنة ووقف هو بجوارى يقلدنى فى كل ما أفعل وكاد يخرجنى من الصلاه وهو يضع رأسه فى راسى وانا ساجد تماسكت ومنعت ضحكة كادت تخرج حتى انتهيت من صلاة السنه واخذته بين قدمى وصعد الخطيب الى المنبر ليلقى علينا خطبه الجمعه وكانت عن الدعاء وقال خطيب المسجد بالحرف الواحد وهو يعدد فضل الدعاء ان إحدى الدول قالت انها تمتلك صاروخا عابرا للقارات وأخرى اعلنت ان لديها زرا يفجر القنابل النوويه وثالثة أعلنت انها تمتلك طائرات دون طيار ثم علا صوت الخطيب جدا وهو يقول اما نحن فنمتلك ما هو اعظم من ذلك اننا ايها السادة نمتلك الدعاء ادعوا الله ايها الاخوة وجالت بخاطرى مئات الاسئلة ولكنى اكملت الصلاة وأنا أدعوا الله ان يسامحنى لانى شردت فى كلمات الخطيب اثناء الصلاة انتهينا من الصلاة وامسكت بيد مالك خارجين من المسجد ولكنه وقف بصورة مفاجئه على باب المسجد وقال “دددى دددى انا عاوز عجلة “طيب ماشى يا لوكا لما اقبض اجيبلك عجلة ترك يدى وقال “لا لا ادعى ربنا عاوز عجلة دلوقتى عمو قال اللى عاوز حاجز يدعى ربنا “قلت له ادعى ربنا ييسر الامور واشتغل كويس وانا اجيبلك عجلة “لا يا ددى عمو مش قال كده “وفعلا خطيب المسجد لم يقل هذا الكلام لم يقل اننا يجب ان نكد ونتعب ونجتهد ثم ندعوا الله لكى يكلل جهودنا وتعبنا بالنجاح وأسقط فى يدى ماذا أقول لمالك وكلمات خطيب المسجد قد رسخت فى عقله الذى لا تمر عليه كلمة الا ويسجلها مثل كل الاطفال لوكا حبيبي حجيبلك عجلة بس لما أقبض خلاص وبكى لوكا وقاللى” لما نروح البيت ماما حتدعى وتجيبلى عجلة دلوقت” وذهبنا الى البيت وهو ما زال يبكى طالبا أن ادعو الله لياتيه بعحلة وانا مازلت انتظر ان يدرك المسلمين ان الله لا يرزق المتكاسل او المتواكل حتى لو دعاه الف عام والا ما قال فى كتابه الكريم وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومازال مالك يبكى وما زلت انا فى حيرة من أمرى .
التعليقات مغلقة.