“أنت أنا “من وحي لوحة ” هي و المرآة”
شعر : د. ريهان القمري – اللوحة للدكتورة : منى علي رجب
وقفت على مروى الحياةِ وحيدةً
بين الخيالِ وواقعٍ ترجو الصفا
أشواطها سبعاً أتمت و انتهت
وفؤادُها و ضلوعها قالوا كفى
وجدت كتابا مهملا فوق الثرى
مثل الهلال ضياؤه وقت الشفا
مدَّتْ يديها نحوه فتسللت
كلماته نحو الأضالع في دفا
قرأت حروف البوحِ حتى أثكلت
كل الجراح و نزفها منها اكتفى
وغزتْ سطورُهُ قلبَها في لحظةٍ
و بصوتِها غنَّى لها متفلسفا
“رحمُ الحياةِ مخاضُهُ من فكرةٍ
من نبضةٍ ما ودَّعتْ قلبا وفى “
فتزلزلت بين الضلوعِ كسورُها
لكنها همدت كبركانٍ غفا
نظرت إليه وأسرعت بسؤالها
من أنتَ قل لي كي أثورَ و أرجفَا ؟
قال لها متبسما و مُطمئنا
أنتِ أنا ، سمتا و صوتا و اختفى
بحثتْ كثيرا عن كتابٍ مثله
أضحى لها متطابقا مترادفا
من دُرِّ بحرٍ من لُجينٍ حرفُهُ
ذهبا و ماسا زاد جودا ما اكتفى
كيف ولا وهو الحياةُ ونورُها
من مثله غنَّى الأغاني واصطفى
من ذا الذي وضع الكتاب يمينها ؟
صاغ المعاني دون أن يتكلفَ؟
من منه كان حياته حتى صفتْ ؟
من منه كان مواته حتى جفا؟
وترجلت بشجاعة آمالها
طافت بلادا علَّهم يتصادفا
زارتْ كتابَ الناسِ شابَ فؤادُها
تسعين عاما تمَّ حزنُه فاكتفى
قرأت كتاب الناس تلعنُ سطره
يا ويحه !!! حرفُ النفاقِ تضاعفَ !!!
تركت كتاب الناس تغمضُ عينها
لما رأتْ فيه الدُجى مُتكشِّفا
سكنت حنايا روحها و ترنمت
وجدت حروفَ كتابِها فتعارفا
كان الكتابُ ملاصقا ومصاحبا
تلك الفتاة وما نساها و اختفى
ظلَّ الضميرَ و ظلَّ نبضَةَ قلبها
صوت الحقيقة قبل أن تتكشفَ
ضحكت تغنت في الصباح بغنوةً
أمسى رنينُ حروفها متضاعفا
“رحم الحياة مخاضه من فكرة
من نبضة ما ودعت قلبا وفى “
شعر: د. ريهان القمري
لوحة:د.منى علي رجب
التعليقات مغلقة.