أنت الرابح …مقال بقلم مرفت شتلة
عندما تطالبني بحقوقك؛ لا أستطيع أن أتجاهل مطلبك، أتساءل هل من العدل ان تطالب بأسبقية الحقوق على الواجبات؟
العدل اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، قيمة أخلاقية ترقي لأن تكون فضيلة تؤسس على قواعد عامة ملتصقة بالحق والواجب، أساتذة القانون والمنظمات الدولية أوجبوا تقديم الحقوق على الواجبات، يبررون ذلك بأن الحقوق الطبيعية مرتبطة بالقوانين الطبيعية؛ َالحقوق المدنية ترتبط بالقوانين الوضعية، بذلك أثبتوا أن الحقوق مقدمة على الواجبات، لنكون صادقين مع أنفسنا هذا حديث علمي مبنى على أسس وقوانين وضعها العلماء، حينما تحاول تطبيقه على الأفراد والمؤسسات نجد أن ما يحدث هو العكس، أينما ولجت الي علاقة او احتككت بتعامل بين الجميع تجد أنك مطالب بتقديم الكثير حتى تستنزف نفسيًا وماديًا ربما، قبل أن تسأل نفسك ماذا اخذت في المقابل؟
وتجد صدى أجوفا جامدا بلا رد ويداك فارغة، وهنا تلوح علامة استفهام كبيرة؛ هل قدمنا جميعًا الواجبات حتى نطالب بالحقوق؟ وصل بيننا الحال إلى الضرب بسياط اللوم لكل من حولنا؛ فأفراد الأسرة الواحدة، العائلة، والقرية، المجتمع عامة، ما يحدث من نزيف امتلأت به العلاقات وأصبحت ذات طرف واحد وكفوف فاتحة فاها تطالب بالمزيد؛ يؤدي ذلك لمزيد من انهيار العلاقات وانقلاب معظم الموازين والقوانين، حتى أن الحياة عند البعض بخس ثمنها فيبيعها للشيطان على أن يستمر فيها، وانتشرت بصورة مفزعة حالات الانتحار.
نظرة بعين الدين والإنسانية والرحمة للجميع، نستطيع أن نبدأ بأنفسنا؛ وليد نرعاه حتى يشتد عوده ليقف في وجه معارك الأنا التي أخذتنا بصورة منفرة، لماذا ننتظر دائمًا أن يبدأ غيرنا؟
كن أنت الرابح ابدأ بالاتصال بأفراد الأسرة والزملاء، ولنخصص وقتًا على قدر الاستطاعة، اجبر خواطر الجميع، أغرقتنا الازمات ودخلت العلاقات في متاهات المادة المظلمة والمؤلمة، أصبح الجميع يقيس العلاقات بالمكسب والخسارة، اجعل من نفسك الرابح دائمًا، كيف؟
أن تكون البادئ بالسلام؛ بالتحية والسؤال، ولن يخيب سعيك ابداً، اجعله لله خالصًا، ستؤتي ثماره لا محالة، بالتأكيد ستكون أنت الرابح.
التعليقات مغلقة.