أنت و مالك لأبيك
بـ قلمي / أسـمـاء الـبـيـطـار
من يوم ما وعيت على الدُنيا كنت دايما أسمع الكلمة دي من أبويا الله يرحمه .
يمكن أغلبنا طلع في أسر متوسطة الحال اتربت على البساطة و الإحترام و الأصول كنت بشوف أبويا و اعمامي و عماتي و غيرهم من نفس الجيل بيعاملوا والديهم و من هم في أعمارهم ازاي و لو من الجيران .
ازاي كانوا بيتكلموا معاهم
ازاي كانوا بيقعدوا في حضرتهم
ازاي انه بقى راجل و مسئول عن بيت و أسرة و ما يقدرش
يرفع صوته في وجودهم .
ازاي ما يقدرش يمسك سيجارة قدامه
و لو مسكها كان بيستأذن .
ازاي كان ليهم حق في الزيارة
ازاي كان ليهم جزء من المرتب كأنهم جزء منه مهما كانت الحاجة
ازاي و ازاي و ازاي
‘أكيد ناس كتيييير جدا اتربت في البيئة دي .
و عن نفسي عمري ما سمعت عن حاجة إسمها دار مُسنين
أو إن حد فكر يرمي أبوه أو أمه علشان مش قادر يخدمهم
أو يطلع حد منهم من البيت أو الشقة علشان عاوز يتجوز
البيوت في بعض الأماكن زمان كانت بتشيل و بتتحمل أسرة و اتنين و تلاته .
يمكن لحد ما يقفوا على رجلهم ويبتدي كل واحد منهم يستقل بمباركة الأهل .
و شفت بعنيا إزاي الأجيال اللي من دور أبويا كانوا مرتبطين بأهلايهم
و إحنا على فكرة طلعنا زيهم في كل حاجة نفس الصفات اللي شوفناها حملناها .
لكن بعد كده ما عرفش إيه اللي حصل في الدنيا ؟!
إيه كمية الأساوه و الغباوة اللي بقت في القلوب دي ؟!
إيه دور الرعاية اللي انتشرت دي ؟!
إيه الستات الكُبار اللي ماليه الشوارع بتطلب الحاجة دي ؟!
إيه كمية الأفلام اللي فيها سيناريو إن الولاد بيوصل بيهم الأمر إنهم يحجروا على آبائهم علشان المال .
و على فكرة ..
فيلم الزهايمر لعادل إمام واقعي جدا جدا جدا
و مُخيف في كتير من الأوضاع اللي بنشوفها دلوقتي .
و أخيراً وصل الأمر إلى بعض الفيديوهات اللي بتصور الأم في وضع
صحي معين مُهين بكل برود و جبروت من الأبناء أو الأحفاد .
و موضة طلعت من الشباب اللي يا دووب بيقول يا هادي في بداية حياته
يقولك أمي و لاَّ مراتي ؟!
مراتي بصراحة ما قدرش استغني عنها ؟!
مراته اللي لسه عارفها من سنتين تلاته ابقى عنده من أمه ؟!
عاوز يطلع أمه من بيتها علشان مش متفقين .
عاوز يطلعها من سكنها و سترها علشان مش متفقين ؟!
إحنا رايحين على فين ؟!
عقوق الوالدين من الكبائر يا جماعة
عقوق الوالدين من اللي أثرها لازم يبقى في الدُنيا و الأخرة
الأب و الأم .. دوول أمانك في الدُنيا و الأخرة
الأب و الأم .. عمرك ما هتقدر تعوضهم و محدش هيقدر يعوضك عنهم
و الله و لو بدعوة .
الأب و الأم .. لما بيروحوا صدقني مش هتمشي في الدُنيا بعدهم إلا إذا كانوا رايحين و راضيين عليك .
الأب و الأم .. ما حدش يقدر و لا هيقدر يعوضك عنهم .
أوعى تقصر في حقهم لأنك لو قصرت جنيت على نفسك في الدارين .
لأنك لو قصرت و فوقت بعد ما حد منهم راح الندم عمره ما هيفيد .
و ديماً كنت أسمع المثل ده من جدتي و أمي حالياً .
يا مَكبرنا يا مصغرنا ”
عارفين معناه ؟!
عارفين هما بيقدموا إيه لنفسهم ؟!
شايفين الرحمة اللي مش طالبين غيرها ؟!
شايفين صعبان عليهم نفسهم اد إيه لما كبروا و عوزينكم تعملوهم زي الأطفال .
ارحموا ضعفهم و قلة حيلتهم بعد أن قدموا لكم أنفسهم .
التعليقات مغلقة.