أهمية علامات الترقيم و خاصة “الفاصلة” …بقلم محمد عبد الرحمن كفرجومي

أهمية علامات الترقيم و خاصة “الفاصلة” …بقلم محمد عبد الرحمن كفرجومي

أتكلم عن (علامات الترقيم) في اللغات وخاصة اللغة العربية..
أشكر معلمتنا الكبيرة الدكتورة د.وجيهة السطل على الاهتمام بهذا الموضوع الحساس ؛ الذي لايوليه كثير من المثقفين والكتاب والشعراء فضلًا عن بقية الناس أيَّ اهتمام..
علامات الترقيم لها أهمية كبيرة فائقة خاصة الفاصلة(،)..
وأذكر أن أحد الأساتذة من معلمي العربية في المرحلة الابتدائية ؛ قد كتب على السبورة الجملتين التاليتين:
(العفوُ ممنوعٌ عليه الحكم بالإعدام).
وسأل الطلاب : هذا المتهم الذي مثل أمام المحكمة ، وأصدر القاضي هذا الحكم بحقه ؛ هل هو سيُعدم من خلال هذه الجملة أم لن يُعدم؟!..
فانقسم التلاميذ قسمين أحدهما أقرَّ إثبات الإعدام كون المتهم مُدانًا ، والآخر نفاه لأن هذا المتهم بريء.
فشرح الأستاذ حينها بالتفصيل؛ حيث طلب من الفريقين وضع فاصلة في الجملة ليثبت كل منهما رأيه من خلالها.
فإذا كانت الجملة :
( العفو ، ممنوعٌ الحكم عليه بالإعدام) لكان هذا المتهم بريئًا ولن يُعدم.
و إن كانت الجملة:
(العفو ممنوعٌ ، الحكم عليه بالإعدام).
لكان مُدانًا وسيُعدم.
هذه فاصلة واحدة بين جملتين أعطتنا معنيين مختلفين متناقضين..
فكم تبلغ علامات الترقيم من الأهمية !!
حتى القرآن الكريم له علامات ترقيم خاصة فمثلًا الآية٥٢ في سورة (يس) فيها إشارة( س) التي تعني سكتة بين كلمتين حتى لايختلط المعنى على القارئ والسامع لاحظوا أن ( س) وُضعت بين كلمتي( مرقدنا ، هذا) فكانت ( هذا) اسم إشارة في محل رفع مبتدأ .ولكن لولا إشارة السكتة ( س) لكانت (هذا) في محل جر صفة ل( مرقدنا).. ولتغير معنى الجملة التي بعدها وصارت ( ما) نافية لما بعدها والعياذ بالله…