أهيمُ بهِ شوقاً ويقتلُني الهوى… شعر مدحت الجابوصي
أهيمُ بهِ شوقاً ويقتلُني الهوى…..وأذرفُ إنْ ألقَهْ دموعاً بلا قصدِ
فهذا حبيبُ القلبِ والقلبُ تائقٌ….. إليهِ ولي شوقٌ مُعَلَّى معَ الوجدِ
ولستُ بسالٍ عن هواهُ مدى الحيا…..وفي حسنِهِ قلبي أسيرٌ بلا قيدِ
أتدرونَ من أعني بوصفي ومن بهِ…..هوانا ومن أسعى إليهِ على حفدِ
ومن أسهرَ القلبَ الشغوفَ مُسهَّداً….ومن حبسَ العينينِ واها من القدِّ
ألا إنهُ نهجُ القُدامى فإنهم…..عماليقُ هذا البابِ كالعلمِ الفردِ
متى أبصرتْ عينايَ عقداً لأيِّهِم…..أُسبِّحُ ربَّ الناسِ من روعةِ العقدِ
أولئكَ أربابُ الفصاحةِ والحجى……وذوقٍ فريدٍ مثلَ رائحةِ الرندِ
وكم أبذلنْ جهدي لدركِ ركابِهِم…….ولم يُغنِ عني الجهدُ يوماً ولم يُجدِ
لذاكَ أُقرُّ اليومَ أني مُتيَّمٌ……بنسجِ أُولاءِ القومِ من باردِ الشهدِ
وعفتُ كليلَ القولِ من أهلِ عصرِنا……فلم أهوَهُ يوماً ولم يستطعْ ردِّي
ووريتُ في قولي بليلي وزينبٍ……وليسَ سوى شعرِ القُدامى لهُ ودي
وأُشركُ هذا الخلقَ في كلِّ جيئةٍ…..ولكنَّ من في القلبِ في ظلمة ِ اللحدِ
وكم أغبطنْ من عاشَ بينَ أولئكم….. فإنهُمُ كالخالِ في أحمرِ الخدِّ
فكم أكسبونا من عوارفَ جمَّةٍ……أفادوا بها أهلَ البلاغةِ والنقدِ
وإنْ تسألوا عني فإني بحبِّهِم…….طروبٌ مدى الأوقاتِ في قمَّةِ السعدِ
فقد طوَّقوني من محبةِ قولِهِم…….قلائدَ حُسنٍ قد ربوتُ بها ندي
مُقيمٌ مع الآنامِ في كلِّ لحظةٍ……وليسَ لنظمِ المُحدثينَ سوى صدِّي
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.