أوتارُ الصَّبـــــــاح شعر صفـــــاء عابديـــــن زايــــد
أوتارُ الصَّبـــــــاح شعر صفـــــاء عابديـــــن زايــــد
أَلقــى الصـباحُ عَلى الوجــــودِ رِداءهُ
حتّى رأيتُ الطـــيرَ يَشــدُو في المَدى
و يموســـقُ الأجـــواءَ مِن تَغــــريدهِ
ويعانقُ الفجـــرَ الغـــريرَ الأَغيـــــَدا
فتميـسُ أوتارُ القـــلوبِ وتَرتقــــِي
فَــوقَ الغيومِ يؤُمـــها رجعُ الصـــَّدى
والشمــسُ فِي حبٍّ تمـــدُّ أكُفَـــــها
لتصافـــحَ الزهـــرَ الرقيقَ وتَسعـــدَا
تُهـــدِي التّحـــايا للأنامِ قَلائــــــدًا
وتُحيـــلُ أنـــداءَ البكــــورِ زََبرْجَـــدا
فتَرى الخـــَمائلَ فٍي الشـــروقِ بَهيــةً
تَهـــبُ الســـعادةَ والحبـــورَ مُجــدّدا
والنــــور يربـــِتُ فِي حِنـــوٍ بالــــغٍ
فــوقَ المُحــــيّا دونَ أَن يَتــــــردَدَا
والفألُ يَســـري فِي الخــــوافقِ حَاملًا
قَبســـًا مِن النفحــاتِ يَبقــى سَرْمـــَدَا
فِي حُبِّ ذَيــــّاكَ الجمـــالِ تَأمَّلُــــوا
فالحُســنُ فِي الصبحِ الوليـــدِ تَســـيَّدا
بَهَرَتْ محاســـِنُه العقـــولَ فأينعـــتْ
وافترَّ ثغــــرُ الأمنيــــاتِ مُؤيـــــــِّدا
فتنافـــسَ الشـــعراءُ فِي تَمجيــــدهِ
لمَّا تَجلّـــى الحُســـنُ بَلْ و تَعَنْقَـــدا
وشَـــدتْ بهِ عبـرَ الأثيــــرِ حناجــــرٌ
نثــرتْ علـى الدُّنيا الجمـــالَ مَُنَضَّـــدَا
صــــورٌ تلوحُ أمامَ عَيني كُلّمــــــــا
جـــاءَ الصبـــاحُ مُحيّيا ومُغـــــــــرِّدا
التعليقات مغلقة.