أوراق من ملف طفل فلسطيني بقلم أحمد عثمان
مدخل
ينزفُ سيفُ العمرْ ..
عبر جراح الأمسْ ..
أبحثُ لي عن إسمٍ ..
أو جسرٍ، أو بئرْ
وسْطَ ضبابِ الغيمِ والليلْ ..
أجري وراءَ الشمسِ ..
أنْبُشُ لي عن صوتْ ..
لايعرفُ زيفَ الهمسِ ..
وضجيجاً يحجبُ ضيّ
أبحث عن جنينٍ؛ مازال طي الغيبْ ..
لم يعرف ذاك اللون ..
الأحمر أو الأسود
بين حنايا درب ..
لم يُولد بعد
أهفو إلى جنين، لم يعرف بعد ..
عمراَ.. صلَبُوهُ
بجذعِ الشجرِ المُرّ
أوراق متفرقة:
(١)
فوقَ جبلِ الدمْ ..
وُلِدتُ بغيرِ هوية ..
أو شكلٍ، أو جسمْ..
وسْطَ خيامٍ سُود
قالوا: ابْكِ وعِشْ ..
في سوق الدمعِ اليوم ..
قطرةُ دمعِ .. بقرش
زفرةُ ألمِ بقرش
صورةُ خيمة بقرش
قالوا: ابكْ وزِد ..
لاتنظر عبر الأمسِ
لاشأن لك بالغدْ
(٢)
قالوا حين شببتْ ..
كانت لك أرضٌ ..
وشرفٌ وعِرضْ ..
وبلدةٌ وكرمةٌ وبيتْ
حين قتلوا أباكَ ..
لم تكُ بعد وُلِدت
(٣)
فوقَ جدارِ الفصلِ ..
يرقدُ رسمٌ هائلْ
قِيل عنه خريطة .. لدولةٍ أبدية
دُوِّن إسمُها ..
بحروفٍ عِبرية
وفي قلبها ..نجمةٌ سداسية
بكل فضولي سألتْ ..
“أبْلَتي” اليهودية
أيُ دولةٍ هيَ ..؟
بنشوةِ خمرٍ جالتْ ..
في أنحاء الفصلِ ..
وغرورِ صلفٍ قالتْ:
أولَا تدري يا “كلب”؟!
إسرائيلنا ..
إسرائيلُ امُنا
.. حين ذاك عَرَفتْ
وبكل ثورة هتفتْ ..
لا .. لا هذا بُهتْ ..
فِلِسْ ..
طِي ..
نِي
أنا
-اسرائيلنا ..
بعمق جُرحي صرختْ:
فِلِسْ ..
طِي..
نِي
هِيِ
.. بكل حقدٍ قاءتْ :
اسرائيل امنا
.. بعزمٍ لا أدريهِ، كيف تمَلَّك قلبي ..
وصوتٍ لا أعرفُ .. من أين هذا الصوتْ ..
شققْتُ الرسمَ ..
هتفتْ ..
فلسطينُنا .. فلسطينُنا
في جدارِ الفصلِ ..
ظلتْ تضربُ رأسي ..
حتى فقدتُ الوعي
التعليقات مغلقة.