موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أول الغيث نطفة…بقلم: زهرة أمهو

344

أول الغيث نطفة…بقلم: زهرة أمهو


كادت أنفاسي تزهق داخل تلك القارورة… لا أعرف كيف اجتزتُ عنق الزجاجة ولا كيف وُضِعت هنا .. عندما استعدت وعيي، وجدتني في وضع جنيني، تحيطني مياه دافئة من كل اتجاه، تغمرني من رأسي الى أخمص قدمي.
“كيف تغمرني المياه ولا أختنق ولا أغرق؟ من أين لي بهذه السكينة التي تعتري كل كياني؟ كيف أشعر بهذه الراحة التي لا أملك لها وصفا؟ كيف صرت سمكة ومتى تعلمت السباحة والغوص في الأعماق؟”
للأسف، لا أملك إجابة.. لا أذكر شيئا…أحاول تلمس الأشياء من حولي، أحاول فتح عيني. ربما من الأفضل ألا أفعل. المياه تحجب عني الرؤيا. فتحت واحدة، والأخرى، فتحتهما معا.. الظلام يلفني… ورغم ذلك لا أشعر بأنني وحيد…
“لا…! الحياة ليست دوما سهلة. ترتاح من هنا، وتخرج لك المتاعب من جهة أخرى”. من قالها؟ لا أذكر هذه، أيضا.
أحاول تمديد قدمي اليمنى، ثم اليسرى، ثم الاثنين معا. كأن جدارا من مطاط يصدني… أدفع، أركل، المكان ضيق، أريد أن أخرج من هنا…افتحوا الباب…أقرع بكل ما أوتيت من قوة… افتحوا الخزان…” كيف لم تقرعوا الخزان؟” قالها غسان لرجاله.. لا…! لا.. ! أنا غير أولئك الرجال…سأقرع الخزان، “افتحوا”، لا أريد أن تصهرني الشمس وأنا بداخله…
فجأة، تميد الأرض من تحتي. تنسحب المياه. أجد صعوبة في التنفس. أحاول السباحة. لا أقدر. فقدت مهارة السباحة. إنني أختنق… المياه تخنقني… الهواء، رأتاي تتمزق… أكاد أفقد وعيي.
ثم، انقلبت على قفاي. فتح باب سرداب. قدمي…تميد بي.. الفراغ يبتلعني، هل أنا بصدد السقوط في حفرة…؟ الجدران تضيق حولي. تعصرني. شيء ما يجذبني نحو الأسفل. انقلبت رأسا على عقب. ابتلعتني فوهة بركان… انتهيت.
ثم، أحس يدا تسحبني…أفقد القدرة على التنفس…أتنفس بصعوبة… سيف اخترق صدري … أحسست بالطعنة…طعنة غدر غير مرتقبة…أصرخ…أصرخ… صراخي يعم المكان…لست وحدي من يصرخ…أقلد صدى صرخات أقوى…صدري يُطعَن ويُطعَن… هل هي النهاية؟
غمرني ضوء…شعرت بالبرد يلسعني كحية، رأتاي بالون من هواء… فتحت أحداقي، نور ساطع غمرني… كأنه كوكب ذري…أعماني. فاجأني سنا نوره كمصباح… المصباح في زجاجة…أجتازُ عنق الزجاجة.. أستمِرُّ في الصراخ…همدت الصرخات الأخرى…انطلقت زغرودة…
يد تقتطع امتداد سرتي. يد تلفني بشيء يحتوي ارتعاش جسمي. أشعر بالدفء يغمرني. استقبلتني الابتسامات. نطق صوت معلنا بفخر المنتصر:

  • ما رأيكم باسم غيث؟
    أجل، اسمي غيث، أنا غيث…النطفة المهربة من خصية معتقل فلسطيني.
    زهرة أمهو 18.05.2021

التعليقات مغلقة.