موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

أوهام بقلم.. عصام الدين محمد أحمد

444

أوهام بقلم.. عصام الدين محمد أحمد

أقلب الأوراق؛ لا شيء فيها ذو بال؛ مجرد أرقام وأسماء، ها أنت في آخر الزمان تأرشف تاريخا؛ لا يهتم به أحد، تتقاضى أجرا مقابل لا شيء.ما بال الغرفة مزدحمة؛ مكتظة بأناس ينقبون عن نثار معلومات ملحودة؛هكذا تتخيل!يتدثرون أردية براقة، وأمارات النعيم تكسوهم، وكأنهم في سوق بضاعته رقائق حوادث غابرة،تمثل لهم كهوفا وشعابا سرية.ألم أقل لك:دعك من الفلسفة.أصعد فوق مكتب الصاج،أقف فوقه مستندا على قدميّ ويديّ،أنتصب مهتزا بعد جهد جهيد.ألتقط أنفاسي، تتحرك أسفل مني الأوجه بمحاذاة خصري؛ سحنات ترسمها فرشاة مكياج؛ سواء كانوا رجالا أو نساء؛رؤوس مشرئبة لأعلى، أصيح:أيها السادة؛ أتبتغون شراب الجماجم المُحلى؟لا أحد يرد،فأين الجماجم؟أحيانا تنسى نفسك،وتأخذك الجلالة،فما أنت برئيس مصنع حرق الجماجم.أكرر وكأنني أحدث نفسي:يا أصحاب النيافة اليوم كل الأوراق بالمجان.يعم الصمت،ربما لم يفهموا بعد العرض السخى!تلد همهمات هنا وهناك،سُجنت التعليقات فى الحلاقيم،أيصدقون؟أم أنهم أمام مزحة؟أخيرا امرأة شقراء بنبرات ناعسة تقول:أعرفك، سبق لي أن التقيتك.أكيد في الحلم.يا قليل الأدب.يدع المهندم رزمة أوراق تقع على الأرض، متسائلا:لماذا تقف هكذا؟بالفعل لا أدرك لماذا أعتلي المكتب، ولكن لا بد من انتزاع أجابة من الجراب المرابض في ذهني، أدعي التفكير:لكي تسألني يا صديق مثل ما سألت.يستفهم آخر:أأنت تاجر مزادات؟صاحب ربطة العنق الزرقاء يقذفني بالحروف:أنت-الآن- تتقاعس؛ وتتحفنا بغريب الأحوال.أزعق:ملف من الورق المصقول، وآخر مؤطر غلافه بماء الذهب، وثالث أصفر متهالك؛ ورابع وخامس و…، بالدور يا سادة، وبأسبقية النهنهة، بالمجان ؛فقط كل واحد يضرب الثاني على قفاه.صوت يعلو:حتى الستات يا ذوق!بالطبع يا لئيم، ولكن برقة ونعومة.دفع فلوس أسهل.تحسيس فقط يا فالح.عبث بلا منطق.جائز.ما ذنب الأقفية؟هذا عرضى.ومن يرفض؟فليذهب للجحيم.والقانون؟هس؛سكوت من فضلكم لأسمع ما يتفوه به هذا المعتوه.ضجيج اضاع معاني الحروف،مشهد سريالي رائع،الأيادي فوق الأقفية،وأقفية تحت الأكف،تناحر وتقاذف .يرتعش جسدي، وكأن الكهرباء تنهشه؛ ما الذي حاق بي؟العشرات ينظرون إليّ؛ يتفرسون بشرة وجهي الملتاثة بكل الألوان!لا أمتلك زمام هلعي، أرتمي فوق المكتب مرتخيا.أصداء تحركات خافتة، تعزف نغمات ناي حزينة، حفيف انتزاع الأوراق يصخب كناقوس متذبذب جرسه، مر وقت لا أعلم مداه؛ ربما برهة وربما ساعة ولن يكون دهرا كاملا.لا.. يا متعوس لا تتمادى في الوقت هكذا.فرغت الحجرة تماما.لن تسجل في الدفاتر بعد اليوم، لأول مرة ستشعر بالراحة التامة؛ لا عمل ولا يحزنون، ألم يصدر قرار بمجازاتك بخصم أجرخمسة عشر يوما؟ها أنت تتخلص من جميع الأوراق.مجرد نسخ مبعثرة،ثلاثون سنة كاملة تطبع ملايين النسخ من هذه الورقة.أكداس من الأوراق والأحبار وماكينات الطباعة،خطوط بالرقعة،بالنسخ،بالثلث،بالكوفى،ألم يأن الوقت للتخلص من هذا العبء؟الأوراق لا تحوى إلا لفظة واحدة،لا تشغل البال بمآل الحال، لا تثبط عزم سعادتك؛ فالأمر يسير، ستعبره الأيام حتما؛ والآن لملم أشلاءك؛ وارتشف المياه المثلجة؛ فربما تجد المرأة الشقراء منزوية في إحدى الجنبات؛ تتجاذب الغواية مع المهندم،وقد تصيب بعضا من المتعة!تريث قليلا، أخشى أن تلتف الربطة الزرقاء حول عنقك؛ستصبح رقبتك رائعة.ها أنا أتربع فوق الأرض متأملا الأرفف الفارغة، لا صادر ولا وارد بعد اليوم، وفي الغد طبق فول وخمسة أقراص طعمية وحزمة بصل، لن تشكو عسر هضم، ولن يزاحمك أحد المكان.يمكنك أيضا ممارسة الرياضة،سيكتشفون الخواء، ماذا سيفعلون؛ مجرد جزاء كعشرات غيره، المفروض أن يمنحوني وساما. ارحتهم من الأضابير والطوابير.سيدعون أنني ضيعت الذاكرة!أي ذاكرة يا حفاة العقل!لا تطلب منى شرحا للعبارة السابقة.سيتباكون على الماضي التليد.. هأ..هأ..كلمة واحدة أضحت حائط مبكى!لفظة من حروف خمسة: أ..و..ه..ا..م.حروف ممجوجة متراصة أنفقت عمري الطويل فى الهدهدة والتربيت.أتشرب شايا معي؟مضبوط من فضلك شريطة أن يكون الكوب نظيفا، أتعطني سيجارة؟ولم لا.أتعتقد أن القارئ اقتنع بالحكاية؟أية حكاية؟هذه حدوته ملتوتة وبورق السلوفان ملفوفة، لماذا تشغل ذهنك المجهد بالقارئ؟أشاركني خصم راتبي؟انظر إليه، ألم تر عينيه كيف تخطف الأسطر” كربش الفراخ” ؟رائحة غاز نفاذة، الأدخنة تنتشر في الأجواء، أنفاسي تطبق على صدري؛ أين أنت أيتها الكمامة؟من المؤكد ستجدها قابعة في إحدى أدراج المكتب؛ بسرعة.. بسرعة.. يكاد جسدك يتهاوى.

تمت بحمد الله

التعليقات مغلقة.