أين الْـحُــب
محمد عبد المعز
وسط هذا الكم من “الدباديب” والكيف من الأسئلة… أين الْحُب؟!
هل الْحُبُّ وَرْد، أو قلب، أم هدية، في “عيد الحب”؟!
هل يرتبطُ النَّبْضُ بالذهب، حتى لو ذهبَ الْحُبُّ أدراجَ الرياح؟!
هل الاحتِفالات والحاجات والمحتاجات… حُب؟!
هل الاتصالات والسفرات والسهرات والسمرات… حُب؟!
عيد الْحُب، وفي روايةٍ أخرى “فالنتينو”، وثالثة “فالانتاين داي”…!
14/2 يوم يحتفلُ فيه مُعظمُ سُكان المعمورة… بعدما خرَّبوها…!
يبنونَ جِبالاً من الوهم، ومشاعرَ من هَواء، ويتبادلونَ الـ “هُراء”…!
يبحثونَ عن الْـحُب، بصورة، أو تهنئة، أو لقاءٍ عاطِف أو عاصِف…!
حُبُّ اللحظة، سعادة الفيمتوثانية، حُبُّ النبضاتِ الصاروخية…!
لأننا في عَصْـرِ الوجباتِ السريعة، والمشاعِر الْـمُعلَّبة…!
ظلمنا العصر، بل والمغرب، والعشاء، وقبلها الصبح…!
فالأصالةُ لا عَصْـرَ لها، والْحُبُّ لا وقتَ له، لأنه الحياة، والحياة هو.
والْحُبُّ قَولٌ، وفِعْلٌ، وعَمَلٌ، وقبلَ كلِّ ذلك نية، والنيةُ محلها القلب.
الْحُبُّ لا ولم ولن يكون يوماً، ولا عيداً، ولا هدية، ولا… ولا… ولا…!
لا لِلْـهَم، ولا لِـلْـغَم، ولنَفْرَح، ونُفْـرِح، ونُريح ونستريح، ونَسْعَد ونُسْعِد.
لنُحِب ونُحَب، بطولِ الحياةِ وعَرْضِها، لأنه سَكَـنٌ ومودةٌ ورحْمة.
لا لاختِـزالِ الْحُب، ولا لتأطيره، ولا لجدولته، ولا لتضييقِ ما وسَّعَ الله.
الحُبُّ في كِـتابِ الله، وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، الذي علَّمنا الحب.
الْحُبُّ، وفاء، ونَقاء، وضِياء، وشِفاء، وإباء، ودُعاء.
الْحُـبُّ جَمالٌ ودَلال، ونِعمة ورَحمة، ورِضى بيقين أنه في رِضى الله.
الْحُـبُّ سعادةُ الدُّنيا، والآخِرة، بعد طول عُمر وحُسن عمل وخاتمة.
ورغم أن الْحَرْبَ سادت الكون، وأبادت كثيرين، ممن وما فيه، فإن فَجْرَ الحُبِّ الصادِقِ بأيدينا، ونسماته في قلوبنا، ونوره في بصيرتنا، قبل أبصارنا، والقلبُ أصْدَقُ أنباءً من الْـكُــتُــبِ
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.