إبحار في الذاكرة… ماجدة أليوسف
إبحار في الذاكرة
ماجدة اليوسف
……………
…..وأخيرا تمكنَ ذلك الرجل ان يضعَ آخرَ لبَنةٍ لمنزلِه الذي أصبح ملكَه ….والذي لا يضاهي قيمتَه شئٌ في الدنيا …
….إشترى أُضحيةً بآخرَ ما تبقى من نقود..ليُبعِدَ الشرَ عن مُلكِه الذي سيسكنُهه هو واولاده.
…إرتاحَ بالُه ..وأمِن َ شرورَ الزمن…. ﴿بيت سكن ﴾ كما كان يسميه
…حديقة ٌ واسعة ٌ غرس َ فيها اغلى انواعِ النخيل ِ بحب ٍ وفرح ٍ وفخر …
…أبناؤه أرادوا ان تكونَ بشكلٍ أكثر تحضرا كما كانوا يعتقدون..
لكنه أصرَّ على زراعة ِ فسائِلِه ِ العديدة ِ والأصيلة.. وكان يقول…
…زرعوا فأكلنا.. ونزرع ُ ُلتأكلون …
…ببساطه حمل َ الأثاثَ المتواضع َ لجنتِه الجديدة.. وحرص َ أن يكون َ بيتَ ثقافة ٍوأدب ٍ ودين ….
…أول َ ما اسس َ مكتبة ً.. صممَّها شخصيا ً لتكون َ على ذوقِه واولادِه…. وأختار َ اكثرَ الكتب ِ فائدةً ومعلومةً …ونوَّعها حسب َ افكارِهم جميعا ً… وسمحَ للكل ِ ان تكونَ في متناولِ ايديهم…
كان يقول :
….كن ابن من شئت واكتسب ادبا
يغنيك َ محمودُه عن النسب ِ
…..أرادت ْ الأم ُ صاحبة ُ الإدارة ِ المنزلية ِ أن يكون َ لها بدلا ًمن هذه المكتبة ِ …﴿ بوفيه ) كما كانوا يسمونها اي معرضا ً لجميلِ الآثار والتحف ٍ والأواني المفضلة ِ والزخرفة ِ كما كانت ترى في بيوت ِ الأخريات … وتأثرت لأن المكتبة َ جاءت بديلا ً
…..كبرَ الأبناء ُ في تلك َ الدار … وترعرع َ الأحفاد ُ ..ينهلون علما ً وأدبا ً ً …زادُهم ثمرُ نخيلٍ تركَه ذلك َ الرجل ُ الرائع …
….وتركَ لهم بيتا ً كبيرا ً فتحوا من ثمنِه آخِر َ المطاف بيوتا ً…
وتعددت ِ المنازل ُ ….وهي تحمل ُ صوَرَه ُ المؤطرة َ بشرائط َ سود….
……………..ذلك الرجلُ ُ ….اسمُه……
أبي ….وبفخر…..
… ماجدة اليوسف ….
َ
التعليقات مغلقة.