إبراهيم كروم فتوة بولاق.. فتوة الناس الغلابة

بقلمى/نور الله يوسف.. مروة محمد عبد المنعم.

إبرهيم كروم فتوة بولاق.. يحى عبد الناصر فتوة مصر
هذه اللفتة التى يتباهى بها أبناء حى بولاق لبطل ملهم

حدوتة تشبه الأساطير.. لإنسان بسيط رقيق الحال لأب كان يرعى الأغنام.. إلى بطل أسطورى كسر صورة الفتوة
البلطجى.. ليحول كلمة فتوة لمعنى إنسانى طيب جدا

من هو الفتوة إبراهيم كروم؟
كان قوى البنية جدا لدرجة أنها وبشهادة كل من عاصره
من أبناء بولاق والسبتية والسيدة زينب كان يستطيع ضرب عشرة رجال بمفرده..ومع ذلك كان يبكى ويتألم إذا رأى فقير مريض ولا يمتلك حق الدواء..أو أطفال أيتام وليس لديهم مصدر دخل..فكان يهب لنصرتهم..ويخصص لهم من ماله..وأموال الأثرياء والأعيان (مجعول..أو وقف) نتيجة لسطوته فى الحق ونصرة المظلوم كان الكل يقف،معه

الغريب فى شخصية (كروم الكبير) أنه عاصر كل القوى السياسية الحاكمة فى مصر..منذ الخديو عباس حلمى الثانى وحتى عبد الناصر..

فقد عمل مع الإنجليز..وهو صغير فى رصف الطرق وبيومية قدرها( ٥مليم)..

ثم أتسع نشاطه وتاجر بالسكر..وحقق منه ثروة لا بأس بها وساعد الناس الغلابة فى الحصول على حصص من السكر فى وقت ساد فيه الشح الشديد..

عمل بتجارة الحديد والخردة وبذلك تحققت له سطوة ونفوذ أكبر على منطقة بولاق والسبتية والسيدة زينب والحسينة..وكان محبوب بين الناس..لخدمته للفقراء

لدرجة تحول معه المقهى الذى يحمل أسمه بحى بولاق أبو العلا..إلى (محكمة عرفية)..أو مجلس عرفى تحل فيها القضايا وترد المظالم بأمر الحج إبراهيم كروم المعروف بقوته فى نصرة الحق..دون اللجوء إلى..الشرطة أو القضاء

أيضا أنضم لفترة فى صفوف تنظيم الإخوان المسلمين فى فترة الأربعينات..وكان له مكانة كبيرة لديهم..بعد أن أراد قادة الجماعة إقامة سرداق للإحتفال بمولد النبى عليه الصلاة والسلام..ولكن كانت هناك مشاكل على قطعة الارض..
ليقوم الحج إبراهيم بإعطائهم الأرض لإقامة المولد كما ذكر الحج( مصطفى كروم).. ابن الحج إبراهيم..وبعد فترة تتحول العلاقة مع الإخوان لعلاقة عدائية..ليقوم الحج ابراهيم كروم فى الخمسينات..بعد أن علم بوجود مخزن كبير للأسلحة به ١٥٦رشاش تخص جماعة الإخوان المسلمين..أستولى عليه بالقوة ثم سلمه للسيد زكريا محى الدين وزير الداخلية

إبراهيم كروم ناضل فى حرب ١٩٥٦وقاد جبهة المقاومة الشعبية وتبرع للمجهود الحربى بمبلغ ألف جنيه مصرى وكان مبلغ كبير جدا

كلفه الرئيس،جمال عبد الناصر بقيادة قوات الدفاع الشعبى
لغرب القاهرة

كرمه الرئيس جمال عبد الناصر وأحتفى به لمواقفه الجليلة فى خدمة الوطن..وأبناء حى بولاق وحفظ الأمن فى هذه المنطقة..

من أطرف المواقف التى إشتهر بها فتوة بولاق كروم
أنه حين عاد الرئيس عبد الناصر من مؤتمر باندونج لعدم الإنحياز..أراد أن يستقبله بشكل مختلف وطلب من الحلو صاحب سيرك الحلو أسد أو فيل يستقبل به الرئيس عبد الناصر..ولكنه رفض بشدة لخطورة هذا التصرف

قام كروم بركوب أغلى فرس لديه وهى مرزوقة وأرتدى ابهى ملابسه ومسك صولجانه أو النبوت الذى إشتهر،بلقب الحاجة وخرج فى جيش جرار قوامه ثلاثة الآلف رجل إلى حى عابدين.. وتسبقهم لافتة مكتوب عليها

إبراهيم كروم فتوة بولاق والسبتية يحى الزعيم عبد الناصر فتوة مصر والعالم.

قام بصلح أكبر خصومة حدثت فى حى المدبح بالسيدة زينب راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى من عائلتى
(زينهم الرواس..ومحمد النواوى)..ليتم الصلح ويحضر،الصلح
مساعد وزير الداخلية السيد زكريا محى الدين

ويبدأ الصلح بتلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوى
والشيخ مصطفى إسماعيل..وحين أراد الحج إبراهيم إعطائهم المال..رفض بشدة كلا من الشيخ المنشاوى والشيخ إسماعيل..وقالوا حضرنا لنشارك فى الصلح

منح الحج إبراهيم كروم خطاب شكر نظير دوره الجليل فى حل هذه الخصومة الدموية

أراد الفنان فريد شوقى أن يمثل مع إبراهيم كروم فيلم فتوات الحسينة..ولكن رفض بشدة وترك التصوير لأن فريد شوقى قال عنه أنه صبى من صبيانه..ولم يتقبل ذلك على كرامته وقال له:أنا اكبر فتوة فى بر مصر،أزاى تقول عليا كدا

ظهر مع الفنان والمطرب( محمد الكحلاوى)وغنى ورقص،معه بالعصا..هذا الفن الذى أجاده جدا فن (التحطيب)

كان أنيق جدا ومتهم بمظهره..وكان يقول عنه ابنه وأبن اخيه الكاتب الصحفى حسنين كروم أنه كان يمتلك ١٠٨جلباب من أفخر،الأنواع وكان له شارب صخم ويحب إرتداء الطربوش.. والبنش..

وقد أقام زواجه الثانى فى القصر العينى وأحى الفرح فرقة موسيقية ومعازيم فى ساحة القصر،العينى لأنه كان مريض،وأحب ممرضة وتزوجها فى مكان لقائهم الأول.. وتسبب هذه الواقعة فى فصل مدير القصر،العينى فى ذلك الوقت.. وبعد حياة حافلة يرحل فتوة الناس الغلابة الذى ولد عام ١٩٠٩ بحى الوراق..عن عمر يناهز ٥٤عاما..سنة ١٩٦٣.. لينطفئ نور شارع حوض الزهور وتبكى عليه عيون فقرائه وكل أهل بولاق والسبتية..والحسينة..والسيدة..وأحياء..بر مصر المحروسة…ليصبح ملهم للكثير من القصص.. مثل أديب نوبل نجيب، محفوظ…. فى الكثير من روايته وحكاية مسلسل:
(سوق العصر لمحمد جلال عبد القوى)..
حكاية عائلة المغازية.. الذى حقق شهرة ونجاح كبير.

إهداءلأبىمنأرشدنىلحكايةفتوةالغلابة

Mohamed Menaem