موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إبليس و نظام المكافأة بالدماغ … بقلم د.صبحي زُردُق

137

إبليس و نظام المكافأة بالدماغ

/بقلم د.صبحي زُردُق أخصائي المخ و الأعصاب.

نظام المكافأة و التحفيز بالدماغ Brain reward system هو مجموعة من الهياكل العصبية المسؤولة عن سمة الحوافز والتعلم التعاوني، والمشاعر الإيجابية ( سعادة حالية أو متوقعة ) وخاصة تلك التي تنطوي على المتعة و ما يبهج كمكوّن أساسي، المكافأة هي خاصية جذّابة وتحفيزية للمؤثر الذي يحفز سلوك الشهيّة -المعروف أيضًا باسم سلوك النهج- والسلوك الإكليلي ..

و هو ما يعني أن كل ما يجلب لنا المتعة و كل ما قد يسعدنا مستقبلاً و كل ما نميل إليه بفطرتنا من شهوات مثل : المال ، الخلود في الدنيا ، المُلك الذى لا يفنى ، السُلطة ، الشهرة ، الغِنى ، المنزلة العالية ، الترقيات ، الإنجاب ، الحصول على مكافأة حالية أو مستقبلية.. و ما غير ذلك سوف يحفز أدمغتنا على إفراز هرمون المتعة ” الدوبامين Dopamine ” و بالتالي منح التحفيز و النشاط نحو فعل و سلوك معين حتى وإن كان ذلك السلوك معصية ، كما خدع إبليس آدم و زوجه في الجنة بتوقعات براقة مغرية و مثيرة لشهوة البقاء و الخلود و المُلك الدائم فأنزلهما بتلك المكافأة الوهمية منها إلى الأرض ليتحقق بذلك أول أهدافه في إشقاء آدم و ذريته .

فمنذ اللحظة الأولى لخلق آدم و حواء و بعد أن عصى إبليس أمر ربه و أبى أن يسجد لما خلق بيديه من طين ، استكباراً و علواً ، و قد توعد أبليس آدم و ذريته بأن يحتنكنهم كما يحتنك الراكب حصانه(قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء ٦٢ .. ليفرض عليهما كامل سيطرته و استحواذه فيقوم بتوجيه ابن آدم كيفما شاء و أينما شاء ، فإذا كان هناك شر زينه له ليقع فيه ، و إذا كان هناك خير بذل قصارى جهده لإبعاده عنه ، مستخدماً في ذلك حيل متنوعة و خطط شتى .. و المهم هو الوصول في النهاية إلى هدفه الأعظم و هو إلايقاع بإبن آدم في ذُل المعصية و جحيم الكفر بالله …

المكافأة الوهمية هى أول حيل إبليس

أراد إبليس أن يوقع آدم أبو البشر الذي فضله الله عليه عندما أمره أن يسجد له.. و لكن يا تُرى ما هى الحيلة ووسيلة الإقناع التى استخدمها إبليس لدفع آدم و زوجه إلى ارتكاب المعصية و الأكل من الشجرة التي حرمها الله عليهما ؟؟
قام إبليس بإلقاء وساوسه المحفزة لما يُعرف في طب الأعصاب بنظام المكافأة بالدماغ Brain reward system و ذلك من خلال تزينه لمستقبلٍ أفضل و مكانةٍ أعلى و اللذان يمثلان لآدم و حواء بطبيعة بشريتهما المكافأة المُجزية، و ذلك إذا ما أكلآ من الشجرة المنهي عنها ، مستقبل أفضل من الخلود و المُلك الذي لا ينفد ، قال تعالى مصوراً لتلك الإغراءات المستقبلية التى لا تُقاوم
( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ) طه ١٢٠ … كما قال تعالى (وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَٰلِدِينَ) الأعراف ٢٠ .. فإبليس هنا يحفز شهوة الطمع في آدم و زوجه إلى السلطة الأعلى و المكانة الأرقى بأن يصبحا من الملائكة المقربين بدلاً من أنهما بشر يفنون ..
و كل ما سبق مما يبهج قلبا آدم و حواء قد مثلَ تحفيزاً قوياً ،لم يقاوماه ،فكانت النتيجة بث النشاط و الطاقة في أجسادهم و عقولهم نتيجة تحفيز نظام المكافأة في أدمغتهم و الذي يفرز عند تنشيطه هرمون السعادة و البهجة و النشاط المعروف بإسم ” الدوبامين ” Dopamine
( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) الأعراف ٢٢
تفسير بن عاشور : { فدلاّهما } أقدمهما ففَعلا فِعلاً يطمعان به في نفع ، فخابَا فيه ، وأصل دلَّى : تمثيل حال من يطلب شيئاً من مظنّته فلا يجده بحال من يُدَلِّي دَلوه أو رجليه في البئر ليسْتقي من مائها فلا يجد فيها ماء فيقال : دَلَّى فلانٌ ، يقال دلّى كما يقال أدلى .
والباء للملابسة أي دلاهما ملابِساً للغُرور أي لاستيلاء الغرور عليه إذ الغرور: هو اعتقاد الشيء نافعاً بحسب ظاهر حاله ولا نفع فيه عند تجربته ، وعلى هذا القياس يقال دَلاّه بغرور إذا أوقعه في الطّمع فيما لا نفع فيه..أنتهى
نعم فقد أدرك إبليس أن آدم عليه السلام و زوجته حواء جُبلا على حب الدنيا و الطمع في زينتها و حب الخلود و كراهية الموت، و حب المُلك و النعيم الدائم و كراهية نفاده ، و حب الإرتقاء إلى السلطة الأعلى( حب المكافأة ) فقام بالعمل على هذا الحب و الميول الفطري لديهما بالوعود الخادعة حتى أوقعهما في المخالفة و المعصية من خلال تحفيز نظام المكافأة بالدماغ …

و أخيراً علينا جميعاً أن نحذر من الشيطان كي لا يتكرر منه معنا مثل تلك الحيل الماكرة المتمثلة في الوعد بالسعادة الكاذبة و الأمنيات الخادعة و المستقبل الزائف و المكافأة الوهمية حتى لا نقع في مثل ما وقع فيه آدم و زوجه من المعصية و الشقاء .. وصدق الله إذ قال فيه (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)النساء .

التعليقات مغلقة.