إحباط..
بقلم..راحيل أبو زيد
من بين كل المشاعر الإنسانية كان الإحباط هو الشعور المتوج على عرش أحاسيسه.
فالإعاقة التى ولد بها تقف كسد منيع بينه وبين أن يحيا حياة طبيعية كباقى أقرانه.
ولم يشفع له أى من مواهبه الكثيرة ليحظى ببعض القبول.
فلم يرى فيه الآخرون غير تلعثمه وشكله المختلف، وكلما قوبل بالرفض والنفور تزايد احتياجه للحب والقبول .
ولهذا قرر أخيرا أن ينهى هذه المعاناة.
وبالرغم من كونه بالثالثة والعشرين من العمر إلا أنه لم يختبر من المشاعر الإنسانية غير الإحباط والسخرية وكم من المشاعر السلبية التى كانت تكبل روحه.
ولهذا أخيرا واتته الشجاعة لينهى كل عذاباته. والآن فقط بدأ يشعر بالقوة.
وبالرغم من خطورة ما هو مقدم عليه لم يكن يؤرقه غير الصخب الذى يحيط به مع كل هذه العيون التى كانت تحدق به بتباين مابين مشفق كعينى والدته التى ترجوه ألا يفعل، والتى كان من الممكن أن تؤثر به لو رأى بداخلها نظرة حب بدل نظرة الشفقة تلك.
ونظرة التحدى الصارمة بعينى والده والتى تأمره بالتراجع وأنه ليس من حقه أن يفعل ما يريد.
وعينى نهى الساخرة، نهى التى أحبها من كل قلبه ولم يجد منها إلا النفور والسخرية.
فما الذى أتى بها الآن ، تراها تعتقد أنه سيقذف بنفسه بالنيل من هذا العلو الشاهق فقط لأنها رفضته، يالها من ساذجة فلم يكن رفضها ونفورها منه الا بالقشة التى قصمت ظهر البعير.
تلا الشهادتين وطرد كل ما كان يدور برأسه ثم قذف بنفسه لأحضان النيل عله يكون الخلاص.
خواء ,كل ما كان يشعر به هو الخواء .
لا لم يشعر بالخوف حتى عندما بدأ يشعر بالضغط على رئتيه لنفاذ مااختزن بهما من أكسجين.
بدأ وعيه بالتسرب ولكنه لم يشعر بالقوة مثل الآن
بدأ يشعر بالتحرر مواكبا لصعود جسده وأن الضغط بدأ يخف شيئا فشيئا.
وأخيرا شعر بالراحة والرضا مقرونان بصوت إعلان فوزه بمسابقة الغوص الحر بأعمق منطقة بالنيل
التعليقات مغلقة.