” إدارة الذّات ” مقال بقلم/ غادة ياسين الأحمد
ننظر إلى كل ماحولنا ..
نشعر أحيانا بأهمية الاحتواء من قِبل الآخر .
نبحث عن مقومات هذا الاحتواء لنجد أنفسنا في موقع القرب حيناً وفي موقع البعد أكثر الأحيان ..
وهذا يعود لاختلاف الانسجام أو الرغبات ومبدأ الاحتياج ومنابعه ..
يثمر الانتماء راحة نفسية كبيرة لأنه يجعلك تشعر بقيمتك عند من يحتويك فكريا ونفسيا ..
تزداد مساحة الأمان المحسوسة لتصير واقعا مُعاشا..
كمايتجسد هذا في حياتنا من عدة منابع ..كالأم والأب والأخ والزوج والأصدقاء الحقيقيين..ولكل احتواء يشبع حيزا من متطلبات الحس الانساني ليشعر الآخر بعمق وقوة الإنتماء.
لكن هناك انتماء أكبر وأعمق وأقوى على الإطلاق..!!
إنه انتماء الإنسان لذاته..
وتعايشه معها حتى يحتوي ذاته بالمطلق ..
وهذا يحتاج إلى تربية صحيحة وتعامل يختلف عن التقليد التربوي وروتين التعامل التعايشي الذي اعتاد عليه كثير من الناس..!
بحيث يكون الطفل صديق ذاته عندما نعلمه حُسن مخاطبتها واحترامها بمعرفة حقها على صاحبها ..
تكبر هذه الاتجاهات نحو النفس فتتعزز الثقة بها ..
بمحبة وتواضع ..بثقافة الجذب والانجذاب الراقي اللاغائي الذي تترجمه الأخلاق الطيبة..
تكبر هذه الذات لتصبح صديقة صاحبها يأخذمنها كل احتياجاته ..فهو القادر على معرفة مخزونها وكيفية تدوير العلاقات والحوارات دون المساس بمقومات ذاته التي نبتت نباتا حسنا حتى أصبح يستظل بظل حكمتها ولاينقاد بسهولة خلف الأهواء..
تنضج محبته لذاته فتصبح مؤنسته ..رفيقته..
كلما شعر بغربة المحيط لجأ لاحتضانها ..ولا يعني هذا أنه الانطواء..بل تحرر الذات من شبح الواقع أو سلبية المجتمع ليغدو صاحبها في عالم المفكر الباحث عن حلول.
التعليقات مغلقة.