موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إضاءة في نص ” اختلال” بقلم القاص والناقد التونسي المبدع /خالد القبوبي

287

إضاءة في نص ” اختلال” بقلم القاص والناقد التونسي المبدع /خالد القبوبي

اختلال

خوفا على بطونهم من المجاعة؛ أباروا طيور الدوري بلا رحمة وبحسبها حبيبات من زروعهم؛ اكتسح الجراد حقولهم وكشطها عن آخرها، وقد خلت الساحة من آكليه…!

القراءة:

أبادر بملاحظة لغوية:
أقترح تصدير النص كما يلي:
خوفا على بطونهم من المجاعة أباروا…
والآن إلى النص.
الاختلال عنوان موفق لما في المتن من فساد ظهر في الأرض من سوء فعل الإنسان.
وهذا الاختلال البيئي معبر عنه بتناظر بين مقطعي النص. ومن التناظر التقابل داخل كل وحدة سردية بالنص.
وحدتا النص هما فعل البشر في الوحدة الأولى.
ورد فعل الطبيعة في الوحدة الثانية. الطبيعة أم حنون رؤوم لكنها لا تتوانى عن تأديبنا. يغرينا العقل بأننا سادة الطبيعة وأيدينا مطلقة نفعل بها ما نشاء. نظن أنفسنا أحسنا صنعا وأن الحكمة في فعلنا وأننا أردنا دفع الضرر وضمان القوت. ومن قديم رأى الإغريق أن من مهام النفس ضمان الغذاء. وأمنا الطبيعة تنبهنا أنا أسأنا التقدير. ومن التأديب أحيانا العقوبة متى خفيت عنا الحكمة من خلق كائن رأيناه ضارا وغفلنا عن التوازن الذي أقامته الطبيعة بدفع إفراط كائن بوجود آخر.
في الوحدتين سجل الحرب: أبادوا/ بلا رحمة/ الخوف/ اكتسح/خلت الساحة
حربان بلغت الأولى حد جريمة الإبادة الجماعيةle génocide.
والتوازن بين العنصرين في التقابل بين أطراف الحربين. ينقلب المعتدي معتدى عليه والمنتصر مهزوما
أطراف الصراع ثلاثة أحدها يتعاود في المواجهتين. وهو الجنس البشري. وأشار إليه الكاتب بضمير الغائب الجمع
هو معلوم فلا يسميه المؤلف. أو ينكر فعله. فيتعفف. فيضمر ذكره.
الطرف الثاني في الوحدة الأولى هو الضحية. وهو من جنس الطيور. وللعصافير محل رفيع في المخيال الأدبي. وحرب الإنسان على الدوري لا مبرر لها. والتصغير (حبيبات) يظهر ضآلة حظ الطير من الصابة ويبطل حجة المعتدي ( خوف المجاعة). سوء التقدير أدى إلى سوء التقرير. أين القناعة؟ أين السخاء؟ أين المرحمة؟ أين الصدقة في الحبة يلقطها الحب من الزرع كما قال الشرع؟

الوحدة الثانية هي درس الطبيعة القاسي. والحزم من محاسن الأمور. المهاجم هذه المرة هو جحافل الجراد. سبحانه يضع سره في أضعف خلقه. وخوف المجاعة أنتج المجاعة. بالدليل والعيان نعلم أنه يعلم ما لا نعلم من حكمته. فذاك الذي أبدناه حليفنا لو درينا. لقد خربنا بيوتنا بأدينا. غمطنا الطيور في حبيبات وهي التي تحفظ علينا البيدر.
الجراد انتصر علينا وما ظنناه يغلبنا. وسدنا المنيع هو العصافير تحد من تكاثره.
مثلما ذكرنا في الوحدة الأولى خفة مؤونة الطير التي جهلنا تذكر الوحدة الثانية أن الدوري آكل الجراد ( وقد خلت الساحة من آكليه). وقد أضيف طاعما آخر وهو المجتمع التقليدي الذي كان يحفر خنادق فيجمع الجراد ويقليه فيأكل بعضه ويخزن بعضه. هذا مجتمع زال كان يتاقلم مع البيئة لا يبيد الدوري ولا يستنكف من أكل الجراد المجفف مؤونة من بروتين للأيام العصيبة
وكما كانت شحنة العنف البشري باهظة ( بلا رحمة) كان انتقام الطبيعة من طريق الجراد كذلك( كشطها عن آخرها). توازن هندسي بين وحدتي النص كما سلف
هذه الققج دعوة إلى وعي إيكولوجي غائب مضمونه الانتباه إلى الحكمة الإلهية الخفية من الخلق. علينا أن نعتبر الارض ملك لكل من عليها، وأن كل مخلوق لحكمة. فهل نحتاج إلى الخضر حاجة موسى إليه؟

التعليقات مغلقة.