إعادة هيكلة حياتك
بقلم : سامح خير
تمر الشركة فى هذه الفترة بمرحلة إعادة تشكيل للهيكل التنظيمي و الذى سيترتب عليه تخفيض عدد الموظفين بغرض ترشيد الإنفاق فى محاولة من الشركة للحفاظ على مستوى الأرباح بعد تعثرها قليلاً فى أعقاب أجواء الركود الأقتصادى العالمي.
لك أن تتخيل حجم التوتر الذى صار يسكن مبنى الشركة حتى أنه يُمكن للزائر أن يشم رائحة القلق حالما يمر من بوابة الشركة…تدخل غرف الموظفين بكافة درجاتهم لتجد أن هذا الموضوع هو المسيطر على معظم النقاشات فى محاولة للوصول لخبر يُطمئن كل نفس مضطربة .
و فى خضم هذه الحالة من عدم الاستقرار، يطل علينا المدير الإقليمي ليعلن أن منطقتنا ستكون الأقل تأثراً مقارنة بمثيلاتها فى محاولة منه لحقن جرعة من الطمأنينة بقلوب يمتلكها الترقب و عقول أرهقها التفكير لما سيسفر عنه الشكل الجديد للمؤسسة .
فى وسط هذه المشهد يظهر أحد قدامى الموظفين الذى يعمل كمساعد لأحدى كبار المديرين بعد إجازة إمتدت لأشهر، كان يتردد خلالها على عيادات و مستشفيات المدينة سعياً وراء علاج للمرض الذى جعله يبدوا متقدماً بالعمر لأكثر من عشر أعوام عما كان يبدوا عليه بالأمس القريب، و لكن على الرغم من وهن جسمه و ضعف بنيته لم يكن هذا حائل وراء إتمامه لفرائض دينه و تجده يختفى فى أوقات ثابتة ليذهب ليصلى طالباً الستر و العافية له و للآخرين.
تأمل صديقنا هذا المشهد و تسائل فى حيرة، أيهما أولى بالقلقشخص مريض لا يجد من يحنو عليه بالعلاج أم أنا من أوسعنى الخالق بالِنعم و لكن طبيعتى البشرية جعلتنى أنسى كل الخير الذى لازمنى و أقلق على غداً هو فى يد من دبر لىّ الأمس كى أحيا اليوم فى نعمته.
ترك مكتبه و فر إلى شاطئ البحر يحادث أمواجه المتلاطمة و يطلب منها أن تعينه على عمل حالة تغيير و إحلال للهيكل التنظيمي و لكن ليس لإدارته بالعمل و لكن إعادة هيكلة حياته و ترتيب لأولوياته التى أتلف الزمن ترتيبها، فتذكر حينها الكلمة الأولى التى حفظها بشبابه (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله و خسر نفسه و قرر وقتها أن يقف وقفة مع نفسه ليحاسب نفسه على سنين و عمر ولى فى سعى حثيث وراء أهداف تبدوا أولويات و لكنه أكتشف أخيرا انه باطل الأباطيل الكل باطل و قبض الريح
التعليقات مغلقة.