إعصار ذاثورا بقلم ضى الجلادى
إنقبضت دقات قلبه في صمت تام عميق ، حان وقت اعترافه بالحقيقة ، الليلة ستقوم الساعة وتئد الحياة عاشقيها من جائبي البحار صائدي كنوز الحيرة ، تباعدت ساقاه متسابقتين ، الآن ستدلى شهادة الحق لينفك قيد الكتمان .
وصل ذلك اليافع المتحذلق لحجرة القيادة ، طرق الباب ثلاثاً ثم اقتحم عالم الأهوال ، اليوم سيغادر القبطان جثة هامدة متصلبة الأوداج ، ذفر بحنق وقال بهدوء :(هل استدعيتني يا قبطان؟) قذفه الأخير بنظرات عمتها الفوضاوية والاشمئزاز ، تلعثم قائلاً بدهاء :(لم تقل لي ما سبب تلك المياه المتدفقة عبر الجدران…ألم تدرس هيكل السفينة قبل شهرين من ركوبها؟…برر لي ما يحدث يا كبير المهندسين) ، لم تبدر منه بادرة ، فقد اكتفى بالسكون التام الذي خالجه ذعر مقيت ليحدج آمره بهذيان صارخاً بهلع :(إنجوا بحياتكم…ذاثورا في الطرييييييق) ولم يكن من طاقم السفينة إلا وقد تشبثوا بأسوار قافلتهم ترتعد قلوبهم لمرآى ذلك الإعصار المهيب الذي أخذ بسحبهم ليؤويهم سُكنى الأعماق ، إلا أن أحدهم قبض العزم على دفة السفينة صارخاً بحزم :(تحركواااا…فليقم كل منا بعمله حتى النهاية…لتتكاتفوا يا طواقم السفينة لننجوا بحيواتنا اليوم…هيااااا…جيوفاني..تولى أمر الاتصالات اللاسلكية…روز…انضمي لمهندسي الهيكل…شارل….اصطحب طاقم الطهاة لتتولوا إخراج المياه…..هيا هيا فلا وقت لدينا نضيعه….فلنصارع ذلك الإعصار ونلحق بموكب الأميرة….هيا يا شباااااب) نآى الجميع للعمل ، كل يسعى للنجاة وتحقيق المراد ، نزح النزلاء لصالة العرض ساعين لإدراك ما يحدث ، تعانقوا وانتحبوا وقد غلف الإيمان الأرجاء ، تمايلت السفينة بذكر الخلاق ، تمركز الدعاء الأعناق التي اشرأبت لعلياء السماء .
متى سينتهي هذا الكابوس؟! ، تلاطمت الأمواج وعصفت الأرجاء ، نبذت الحياة قاطنيها فأبت إلا استرجاعهم للأعماق وقد كانوا سكانها منذ أمد بعيد ، وعنوة ركض توم رئيس المهندسين تجاه سور السفينة ليقفز متشبثاً بالمرساة ليهرع إليه رجال السطح بهلع مستنجدين بقبطانهم المغدق بالدماء لتتطاير ألسنة اللهب من جوف حاملتهم المسكين التي أخذ لبها بالاحتراق وسط ظلام ليل سقيم .
ترى…..
هل آن أوان الرحيل قبيل كشف السر الدفين؟؟؟؟؟
يتبع………😉
التعليقات مغلقة.