” إفطار جماعي ” قصة قصيرة بقلم/ أسـمـاء الـبـيـطـار
أعادني هذا الرجاء لأكثر من ثلاثين عاما
كعادتنا كما في كل عام ننتظر اليوم الذي تجتمع فيه العائلة على الإفطار في البيت الكبير ،
تجلس جدتي على أريكتها الأسطنبولية قبالة باب البيت، تفرغ من صلاة العصر، و تطيل الدعاء ، الجميع يسمع دعواتها بوضوح
لم تترك أحدا من الأبناء و الأحفاد إلا و ذكرته بالإسم
لم يتبقَّ على وقت الإفطار إلا دقائق معدودة .
لم تترك جدتي أحدا في هذا الوقت يجلس بمكانه .
افتحوا الراديو و هاتوا محطة القرآن ،
حد يطلع يحط الطبلية يا ولاد
خلوا الكبار في الصالة ، و العيال في الأوضة الكبيرة .
تنادي جدتي على عمتي ” شهلي يا بنتي أخواتك على وصول “
_حاضر يا ماما
طلعي العرقسوس و البلح على ما أخوكِ يجيب التلج هو اتأخر كدا ليه استرها يا رب؟
تنادي جدتي على أمي .. هاتٍ صواني الرقاق و ” الزَفر ” قدامي هنا .
تسمع جدتي صوت كلاكس السيارات
_ تهلل بالحمد ..
يتوافد أعمامي و عماتي و أبناؤهم إلى الدار ،
تُكبّر جدتي بصوت مرتفع ” الله أكبر.. الله أكبر ” تُضاء كل أنوار البيت، تتداخل الأصوات و تتسارع الحركة يقع نظرها على الراديو العتيق الذي كان جدي يرفع صوته وقت رفع آذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت .
تحبس دموعها ، فكانت وصيته ألا تتفرق العائلة ،
تحمد الله و تدعو له ….
تهدأ الحركة و يعلو صوت الأطباق و الملاعق و تسبقهم الضحكات و بعض قفشات الفوازير
” أنستونااااا “
ضحكت بصوت عال
و انتبهت على صوت ابني و هو يقول لي :
بتضحك على أيه يا ماما ؟
هااا قولتِ أيه ؟ في إيه نسيت؟
بقولك المدرسة عاملة إفطار جماعي في نص رمضان ؟ ليه عاوز تروح المرة دي؟
اللمة يا ماما اللمة .
التعليقات مغلقة.