موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إلا كلمة بقلم أحمد فؤاد الهادي

117

إلا كلمة بقلم أحمد فؤاد الهادي


رأيته شاردا صامتا مظلما مكتئبا، شعرت بمعاناته وهو يكبت دموعا طاغية تحاول أن تتدفق من عينيه، أعرفه عصفورا مغردا يحبه الناس أينما ذهب، ينصتون لكل كلامه، تهتز مع نبراته رؤوسهم تأثرا وتأييدا، فهو قريب جدا من قلوبهم ويحدثهم بما يشعرون به ويعجزون عن وصفه أو التعبير عنه.
لم أتخيل يوما أنه سجين قفص لايراه غيره، قضبانه جمر وأرضه أشواك، يكتوي بكل أركانه، يمنعه كبرياؤه من الصراخ والتأوه، اللهم أنات مكتومة لايكاد يشعر بها إلا الملاصق لقلبه.
رآني وهو جالس إلى طاولته بعد أن قضيت لحظات شاخصا أمامه وهو منهمك فيما يكتب، ولكنه توقف فجأة وكأن كلمة قد تحشرجت في صدره فأبت يده أن يخطها يراعه، رفع إلى عينيه من خلف نظارته فلمحت فيهما دموعا قد تحجرت. سألته: مابك؟ فما أجابني، بل سحب الورقة التي أمامه إلى ناحيته وكأنه يخشى أن ألمح مافيها، أعدت عليه السؤال بنبره استشعر فيها إصراري ولمح فيها انفعالي وتأثري، طأطأ رأسه وزج إلى بالورقة، غادر مقعده ودلف إلى ركن بعيد، جحظت عيناي وأنا أركض بين الكلمات التي شيدها على تلك الورقة الملتهبة، شعرت أنني أفر بينها من وحش قد أطلقه من جوفه المكلوم خائفا أن تفتك بي الكلمات والحروف، قرات وكأنني أسمع بصوته لابصوتي:
لست ثعلبا اقتنصتموه بسهامكم، فتنزعوا أحشاءه من جوفه وتحشونه قطنا وقشا ليصبح تحفة تباهون بها ضيوفكم وتدللون بها على شجاعتكم، لست ثعبانا سقط في شراك نصبتموها فتسابقتم لاستخلاص سمه ترياقا وسلخ جلده ودبغه وتجنون من ورائه أموالا تترفون بها حياتكم، لست متهما ثبتت إدانته بحسن الطوية وطيبة القلب ورقة المشاعر فحق عليه الحكم بالعيش خارج الحياة، لست عملا خطه مشعوذ أو ساحر برموز مبهمة رسمها بمداد أحمر على ورقة طواها بين أيديكم سرا وأوصاكم بأن تحرقوها في التيه وتذرون رمادها على قمم الجبال حتى يصيبكم الحظ وسعة الرزق، لست كبشا تنحرونه قربانا وتقربا لمن تحجرت قلوبهم وضلت ألسنتهم وضجت صدورهم بالحقد والغل فاكتوت منها قلوبكم وأسماعكم وأعينكم، تنشدون منهم الرضا وهم الذين لن يرضوا جتى لو نحرتم أنفسكم بين أيديهم، لستم أنتم فقط أصحاب الحقوق يامن ترتضون لي حياة الشقوق، فهل بعد هذا من ظلم؟ وهل بعد هذا من ………
وهنا توقفت كلماته، وبقيت كلمة ثقل عليه كتابتها، صحت وأنا لا أقصد الصياح: غدر…. وأكملت عبارته: وهل بعد هذا من غدر؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
أحمد فؤاد الهادي ـ مصر.

التعليقات مغلقة.