إلتقيت حكيما بقلم إيمان أحيا
أليس للحكماء دائما كلمات تطيب بها النفوس ويهتدى بها التائهون ، و إجابات على تساؤلات تتزاحم فى الرؤوس؟ ربما تمنح صاحبها احيانا نوع من الفرادة ،ولكن احيانا اخرى لا تعدو اكثر من طنين البعوضه التى أودت بالنمرود .
أيها الصمت:هل فى رجائى لك بالإجابه ضرب من الحمق ؟
أيها الحكيم هل لك أن تنتشل ما تبقى من شتات نفسى ؟
هل لك أن تهدينى سراجا أنير به دربى ؟
هل لك أن تهدينى من كلماتك ما يرتاح بها قلبى وتذوق بها أجفانى روعة نوم هنيئ خال من الأفكار؟من الشرود؟ من الخوف من الحاضر ومن المجهول ؟
لعلك احد حكماء هذا الكون ممن أوجدهم الله لأشخاص على بساط هذه الارض يرونكم بمثابة الأنبياء الذين يحملون رسائل الطمأنينه والهدايه من وحي السماوات ،فلدي اعتقاد راسخ بأنكم مرسلين من عند الله بهدايا السماء إرشاد التائهين الباحثين عن الضوء الذى ينير دروبهم ويريهم الخير والشر،الصواب والخطأ ،الجمال والقبح ،يريهم المتناقضات لفهم المعانى الكامنه فى الاشياء ،اليس بالمتناقضات تُزال الغشاوة عن المعاني ؟
:هل لك أن تعلمنى من أنا؟ ماذا أريد ؟
بداخلى أحلام تتصارع تريد جميعها ان تخرج من زنزانة نفسى وجسدى وتصيح بأعلى صوت هأنذا..أين انا من هذا العالم؟هل هناك من يكترث لأمرى فى جزء ما فى هذا العالم ؟ أم أننى مثل الهواء لا يشعر أحد بوجوده رغم انعدام الحياة بدونه إلا أن أحدا لا يُلق إليه بالا ؟ ولا ادعى انعدام الحياة بدونى ومعاذ الله ان افعل فلست سوى شخص يتساءل عن كنهه .
هل ما يملؤ روحى من أحلام متلاطمة كأمواج بحر فى ذروة مده أحلام مشروعة ؟
لما العجب ياسيدى؟!هل من الممكن ألا تكون قد تسنت لك الفرصه لمصادفة احدهم؟ اولئك الذين يعطون لأنفسهم الحق بمصادرة الاحلام ؟! فأولئك حتى الخيال يسيجونه بأسلاك شائكه لا يمكن لك تخطيها او الاقتراب منها لأن الألم سيكون حليفك فى كل محاولة كما يدعون وكأنهم يكترثون لألمك او يخشونه .
أليس من حقى او بالأحرى أن اتساءل أنا اولا من اعطى الحق لكائن من كان ان يخنق احلامى او احلام احدهم بهذا الطوق ويجعلها حبيسة ذلك السياج؟كيف تنسى لهم العيش بصحبة تلك العقول التي لا تع حقيقة ان الحياه “حُلم” وكما يحلم كل منا تتشكل حياته،وانه لولا الاحلام لما تجاوز الانسان العصر الحجرى ولانتهت الحياه من قبل ان تبدأ ؟
وهل الأحلام حقا هى من يعزف لحن حياتنا؟ واذا كانت كذلك هل سيأتى يوم تعزف فيها الحياة سيمفونية تخطف الألباب وتأسر القلوب بروعتها،وتفضى على قاطني الأكوان هدوء السكينه وصفاء الأذهان ،تذهب بكل منا الى عالمه المثالى وجنته التى شكلتها مخيلته ،تقضى بهجتها على الحان الناى الحزين الذى ملأ عالمنا بالأشجان ؟
عذرا منك أيها الحكيم ، فقد توحى إليك كلماتى بالجنون ولكنى لم استطع الاخفاء اكثر، نعم ياسيدى فلم تعد تجدي حرب حماية الغموض بداخلي، نعم لدى كل منا غموضه الذي يشعرنا بالقوة والضعف فى آن واحد، نحميه ونود لو أن بإمكاننا التخلص منه ، نعم انه تناقض عظيم ولكن هذه هى طبيعة الحال ففى غموضنا تكمن قوتنا وضعفنا .
وانا انتظر.. أيقنت أن رحلة البحث عن السعادة مليئه بالمراحل الانتقاليه التى تضيف الى الباحث نكهات فريدة لن يعلم لذة مذاقها سوى من سلك هذا الطريق بحثا عنها..
إنها السعادة غاية كل كائن عاقل..
وبقدر ما يجده المرء من شقاء وتعب وضعف احيانا إلا أنه بعد كل مرحلة يشعر بشعور لا يضاهى وكأن قوة خارقه قد اعلنت عن نفسها بالظهور والخروج الى العالم المرئى .
التعليقات مغلقة.