إِلى أمّي ( رِثاءُ قلب)…
أميرة دبل
إِلى أمّي .. رِثاءُ قلب
إِلى أمّي ( رِثاءُ قلب)
كانَتْ على كَتِفِ الجَحيمِ كجَنّةٍ
أَشْتَمُّ رائِحةَ القَداسةِ فيها
تِلْكَ الحيِيَّةُ بِالنَّقاءِ تَجَلْبَبَتْ
وَكفوفُ طهرٍ سَتّرتْ أَيْديها
وَعلى جَبينٍ كالنُضارِ بَريقُهُ
سُوَرٌ مِن الإخْلاصِ لَمْ تخْفيها
نُورٌ على نُورٍ بِمُصحفِ وَجْهِها
وَغدا ضِياها لِلضُّحى تَنْبيها
أمّي الجَليلَةُ مِنْ إِباءٍ أُرضِعَتْ
وَ نَما الوَقارُ بِأُمِّها وَ أبيها
هِيَ نَسغُ هذا القَلْبِ ربَّةُ نَبْضِهِ
تَغفو هُنا وَ كَطِفْلَةٍ أَحمِيها
كانَتْ تُوَسِّدُني على أَضْلاعِها
وَ جُروحُ قَهْرٍ بِالرِضَا تَشْفيها
كَمْ كُنْتُ أرشُفُ مِنْ شَذا كَلِماتِها
وَ لَكَمْ غَدتْ صَدقاتُها مِنْ فِيها
وَالآنَ في كَبِدي تَضَرُّمُ شُعلَةٍ
سَودا تَزيدُ على طريقيَ تِيها
١مِنْ مِثْلِ هذا اليومِ مَرَّتْ عشْرةٌ
وَ تطولُ أيّامُ النّوى وَ ذَويها
أَمَرَ القَضاءُ على القُلوبِ بِقَسوةٍ
أنَّ الوَفاةَ كَلَوعةٍ خَلّيها
فُزِّعتُ عنْ قَلْبي وَماالسَكَراتُ في
موتٍ تُضاهي غُمَّةً أُبْديها
بِمَراسِمِ الدفْنِ المَهيبَة مُرتَقى
سُحُب السّما رحماتِها تُهْديها
أنّى لِشِعرٍ أَنْ يُنافيَ حزْنَهُ
وَ لِهَوَّزِ الأمجادِ أنْ يَرثيها
وَ مَتى مَتى؟ يامَوت تَحمِلُني إلى
أُمّي دعاءً دامِعاً أبْكيها
أََوْ كَي تَنامَ قَصائدٌ مِنْ غَصّتي
في حِجرِها بِحكايَةٍ أحكيها
مَنْ لي؟ وَ مأواها السّماء كَنَجْمَةٍ
وَالفَقد في حرّى الدما يُضنيها
أحتاجُ صدراً لِلْبُكاء وَدعوةً
بِرضائِها غُرِسَت لِكَي أجنيها
طَرَفُ النّهارِ لَظىً وَآناءُ الدجى
شوقاً أَيَا أُمَّاه كَم أقْضيها
قَلْبي يَتيمٌ مُذ رحلتِ وَ إنْ دَنا
مَوتي فمَن لِجَنازتي يُحيِيها ؟
التعليقات مغلقة.