إلى أنواره لُذ بالفرار
شعر محمد إبراهيم النمر الثلاثاء 3 من شوال 1441هـ
أفتِّشُ عنكَ في حُجُرَاتِ دارِي
وأنسِمُ عطرَ كفِّـكَ في قـراري
أترحلُ يا حبيبَ القلبِ عنَّا
وتترُكنا حيارَى في القفارِ
أبعدَ حلاوةِ العسلِ المُصفَّى
يطيبُ لشــاربٍ مــاءُ البحـارِ
أيا رمضــانُ يا ضيفــا أتانا
وقد أهدى الأطايبَ من ثمَارِ
وروَّانا من القُــرآنِ شهدا
وعلمنَــا جميـلَ الاصطبارِ
وألهمَ رُوحَنا حُبَّ المعالي
وذكَّــرنا بأحــداثٍ كِبَـــارِ
فذي بدرٌ تهزُّ الشوقَ فينا
تخطُّ لنا سبيلَ الانتصــارِ
ومكــةُ طيَّــبَ اللهُ ثـَـراها
تُكلِلُ هامَها شمسُ النهارِ
ويأتيها الورى من كل فجٍ
ضيوف البيت أكرم بالجِوارِ
وحِطِّينُ الكرامةُ فيهِ تحكي
عن الأقصى يعودُ من الإسارِ
وجالوتُ الشموخُ وقد تهاوى
على صخــرِاتها حُلْــمُ التتارِ
وفي مصرَ العُروبةِ جيشُ عزٍّ
أذاقَ المعتـدي ذُلَّ انكسـارِ
تُشاركني نجـومُ الليلِ همِّي
ألا صبرا ودمعُ العين جاري
فإن الشمسَ حتما يعتريها
أفولٌ؛ فاغتنِم قبـلَ انحـدارِ
هي الدنيا طبيعتُها ذبــولٌ
وموتٌ بعد غيثٍ واخضرارِ
فكن يا صاحبي عبدا أريبا
وقل يا ربُّ تسلمْ من عِثَارِ
فإنَّ اللهَ حــيٌ لا يمـــوتُ
إلى أنــوارهِ لُذ بالفِــرَارِ
التعليقات مغلقة.