إلى أين. ….؟ بقلم بشري العدلي محمد
إننا نحن – المسلمين – في حاجة إلى الفهم والتطبيق لما نقرأه ونسمعه؛ فنحن نعيش فترة عصيبة من التاريخ؛ فترة نواجه فيه خطرا يهدد مستقبل أولادنا ويهدد هويتنا العربية الإسلامية التي نعتز بها. فترة تتلوى فيها الحقائق كالثعبان؛ وسرعان ماتبث سمها الدفين من حقائق مشوشة كاذبة في عقولنا جميعا كبارا وصغارا.
والحق أقول : إننا في مأزق حقيقي صنعناه بأنفسنا وبضعفنا وانسياقنا وراء كل ما يفسد أخلاقنا وعاداتنا؛ فنحن لم نصنع شيئا لأبنائنا كي يفتخروا به؛ للأسف وفرنا لهم ما يجعلهم عاجزين حتى عن التفكير أو عمل شيء يخدم دينهم ووطنهم لأننا غير مؤهلين لهذا الأمر.
إن معظم الناس يقرأون القرآن أكثر من مرة في الشهر لكن هل فهموا آية منه وطبقوه؟ إن السلوى والتثبيت والآمال والبشريات المنعتقة من كل حسابات الأرض الخائنة سنجدها في تفهم القرآن الكريم والصلاة في خشوع .
استوقفني عقلي بالأمس وأنا أقرأ سورة آل عمران في بعض الآيات القرآنية التي نقرأها ونسمعها كثيرا دون فهم معناها؛
وفهمت تماما معنى مقولة ابن عباس عن موقف الصحابة يوم فجعوا بموت رسول الله، لما تلا عليهم الصدّيق قول الله: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ..)
قال: ” والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس؛ فما يُسمع بشر إلا يتلوها “.
إننا كأمة مسلمة مطالبون بالفهم والوعي لكل ما يدور حولنا؛ وكفانا مشاحنات وكلاما لا يسمن ولا يغني من جوع؛ لقد ملت أسماعنا وعقولنا بكثرة الحديث والشعارات الرنانة؛ نريد أن نعيش الواقع ونعمل بحق وفهم ووعي؛ حتى نكون قدوة لأولادنا وبناتنا؛ ويكون لنا الحق في توجيههم الوجهة الصحيحة؛ ولنعلم أن الكلام والخطب الرنانة لا تجلب حقا ضائعا؛ لكن العمل واليد الواحدة والعلم الصحيح هو الذي يحقق المستحيل؛
لعلنا نعيش بصدق مع النفس؛ ونطرد من خيالنا خفافيش الجهل والكبر ونعيش الوضوح ؛ والإدراك السليم لآيات القرآن الكريم ونعاينه حقيقة في حياتنا!
ونحن نقرأ قول الله: ” قل للذين كفروا ستُغلَبون وتحشرون إلى جهنم .. “
وكذلك قول الله: ” قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء .. “
و قول الله: ” قل اللهم مالك الملك .. “
وغيرها من المعاني القادمة المشحونة بها سورة آل عمران، والتي تشعرك حين تدبرها فعلا أنها ما أنزلت إلا الآن!
أقول لكل من يشكو اهتزازا في إيمانه، وسيطرة الوساوس عليه، واضطرابا في تسليمه لحكمة الله مع هذه الأخبار المدمرة. وما نشاهده من مجازر في حق أبنائنا المسلمين.؛ إن علاج ذلك في الإخلاص والعمل الصادق والتلاوة المتدبرة لما نقرأه في كتاب الله .
هذا رصيد ينبغي أن يبنى في الرخاء لتستند إليه في مثل هذه الشدائد، فيثبت قلبك ويتحقق يقينك .. وما تزداد في موعود الله إلا ثقة، ولحكمته إلا تسليما.
الحمد لله على نعمة الإيمان .. الحمد لله على نعمة القرآن .. اللهم ومددا وفرجا من عندك يا منّان
التعليقات مغلقة.