إلى الأخرى نشد رحالنا …شعر د. زهير قنبر
يا مَن أضعتَ العُمْر بالأحلامِ
دونَ احتسابِ الوقت والأيامِ
في حانةِ اللذَّات تلهو ماجناً
وتركتَ خيلَ هَواكَ دونَ لجامِ
متناسياً يومَ الوقوفِ بمحشرٍ
عند الكريمِ وواهبِ الإنعامِ
في غفلةٍ خلفَ المفاتن راكضاً
تنقادُ للشهواتِ والآثامِ
هلَّا تذكرت الحساب بساعةٍ
أم عشتَ في دوامةِ الأوهامِ
هل كان للأهوالِ عندك خشيةً
مِن خالقِ الأكوانِ والأنعامِ
يومَ القيامة والوجوهُ غريبةٌ
بيضاءُ نالت مِنحةَ الإكرامِ
سوداءُ من أثر الذنوبِ تلونت
مغبرَّةٌ والنارُ بالإضرامِ
شمس الضياءِ تبدَّلت وتقاربت
والناسُ ترجو ظُلةً بِغَمَام
والأرضُ تبرزُ للأنامِ وهُيِئَت
للحَشْرِ يا ويحَ الذي بظلامِ
والكلُّ بالإشفاقِ مما قد جنى
يخشى الخسارةَ بل وسوءَ مقامِ
إنا إلى الأخرى نشدُّ رحالنا
هلَّا كفانا الزادُ يومَ زحامِ
الموتُ يأتي بغتة يا ويلنا
والقبرُ يحوي رمَّةً لعظامِ
طوبى لمَن ملأَ الصحائف خيرُه
يسعى بفضلِ اللهِ للإسلامِ
والسَّعْدُ إن كانَ اللقاءُ بجنة
بين الأحبةِ ذاكَ حسنُ ختامِ
التعليقات مغلقة.