إلَّا الـفـقيرَ…شعر صبري مقلد
جـدُّ الـرغيـفِ أطـابَ اللهُ مَـثــواهُ
كـانَ الكريـمَ ؛ لِــذا تبكـيـهِ أفــواهُ
أصلٌ عــريــقٌ لٱلِ القمحِ مِنْ زمَـنٍ
لم يعـرفِ الـبُخـلَ أو يومـًا تبـنَّــاهُ
كـــمْ زادَ مـائـدةً حُـسنـًا بِـطـلَّتـهِ
وجـادَ بالـنَّفـسِ مـا غـرَّتْـهُ دنيـاهُ !!
مـاكان يبخـلُ لو ذوالجوعِ يقصِـدُهُ
وللـغَـنـيِّ فـمــا تـمـــتَـدُّ عـينــــاهُ
وكـمْ تعـالَـى على الٱلامِ مُحـتسبـًا
يُخفـي الـبـلاءَ ، بشوشـًا في مُحيَّاهُ !
كـالـبدرِ أبيضُ لا قَـشٌ ولا عَـفَـنٌ
عَـذبُ الدقيقِ ؛ لأنَّ النيـلَ سُـقـياهُ
أوصَى بنيـهِ من الـرُغفـانِ محتضِرًا
إلّا الـفـقـيرُ ؛ أجـيبـوا هـمسَ شـكـواهُ
لكنهم نـقضـوا عـهــدًا لِـســيِّدهــم
سيـلُ الغلاءِ طـغَـى ، لا ســـدَّ يـأباهُ
تـجمَّـعَــتْ عِــللُ الأيــامِ تنهـشُـهُـم
تجَـهَّـمَ الـوجـهُ واسـودَّت ثـنـايــاهُ
وصـــارَ كُــلُّ رغــيـفٍ غاضِبًا حَنِقًا
لا وزنَ نلقَـى ولا في الـطَّعـمِ سُـغـنـاهُ
ماتَ الكبيرُ وصـــارَ الـنَّسلُ مـُنـهزمـًا
بات الحفيدُ هَزِيلًا ، كيفَ نغـشاهُ ؟!
في لُـقمةٍ يختفـي ، والجوعُ قـاتِـلُٕـنـا
والـجـيبُ خـاوٍ ، كـذا فالـبـطـنُ أوَّاهُ
لو أنَّ ” تكنـو ” علومِ العصرِ تُسعِـفُنـا
كـان الـغـــذاءُ بِـشحـنٍ مِـنْ خـلايـاهُ
أو كــانَ للـطِّـــبِ من مسعًـى لينقذنا
ويَـنـزِعَ الـبطـنَ حتى الأكـلَ ننسـاهُ !
ماتَ الرغيفُُ وصارَ الأرزُ مُنـتَفِـشـًا
والـسِّـعــرُ يـعـلــو ؛ لأنَّ الأرزَ تَـيَّــاهُ !
و”الـمعكـرونةُ “بالـنَّـظْـراتِ تحقِـرُنـا
مـاللـفـقـيرِ؟ .. تنـاسَى الذوقَ ..رَبـَّاهُ ؟!
يا ٱلَ قمـحٍ عــــزاءٌ في مُـصيبتِـكُـمْ
عَـلَّ الـمُصــابَ بدار الـخُـلـدِ نَـلـقـاهُ !!
صبري مقلد
التعليقات مغلقة.