إمتحان..
عادل أحمد البدوي
قصة قصيرة : ( إمتحان )
بعد أن وزع على كل طالب ورقة إجابة وورقة أسئلة ، وضع جسده الذى يعانى من مشقة الطريق ، على مقعد فى آخر الفصل ،وتركه وراح يستدعى ذكريات من أجمل أيام حياته : محافظ الغربية يكرمه بعد حصوله على المركز الأول على مستوى المحافظة ، وبعدها يقرر أن يدرس التاريخ فى كلية الأداب . وقبل أن تقرر كليته تعينه معيدآ ، تقرر وزارة التربية والتعليم انتدابه لأعمال إمتحانات الثانوية العامة .
وفجأة ، يد أحد الطلاب تخطفه من ذكرياته فينتفض واقفآ ، بعد أن شاهد التلميذ وهو ينقل ورقة من جيبه داخل ورقة الإجابة . يتحامل على جسده وعلى نفسه التى كانت منتشية برحلة نجاح ملهمة ، نفسه التى سجنت جسده طويلآ لتكفل له التفوق . وبيده المفتولة العضلات يسيطر على ورقة الإجابة ، يرفعها بعيدآ عن يد الطالب بعزم وحرص وهدوء . ومن أمام الفصل ، ينادى على مراقب الدور الذى تحرك على الفور ليبتر المشكلة وهو يعلم جيدآ أن الملاحظ الشاب حديث العهد بهذا العمل .
_ ماذا حدث؟
هذا الطالب أخرج ورقة من جيبه ووضعها فى ورقة الإجابة . طلب مراقب الدور من المدرس الشاب الذى كان يحصل على الدرجات النهائية بمجهوده الشخصى ، أن ينتظره فى حجرة رئيس اللجنة . وامر أحد العمال باحضار كوب شاى للتلميذ وأشعل له سيجارة . وفى حجرة رئيس اللجنة يجيب المدرس على أسئلة المحقق ، وبعد المقدمة : هل إستفاد التلميذ من الورقة ؟
_ نعم .
وقبل أن يكتب المحقق كلمة” نعم ” التى قالها الشاب بحماس ليضمن أشد العقاب للغشاش، قال: :
_ إذن فأنت مدان لأنك سمحت للتلميذ بممارسة ما جئت لمنعه ، وسهلت له ما يجب عليك أن تجعله مستحيلآ .
_ ماذا يجب أن أفعل الآن ؟ مزق المحقق الورقة وبعد كتابة المقدمة فى ورقة جديدة سأل :
_ هل إستفاد التلميذ من الورقة ؟
_ لا .
بعد أن وقع الشاب على ورقة التحقيق ، قال المحقق للشاب :
_ هذا هو دورك أن تمنع الغش ، إذهب إلى الفصل ، وامسح على رأس التلميذ ،وابتسم له .
خرج الشاب الذى تخصص فى دراسة التاريخ ، وقد قرر أن يعيد قراءة التاريخ ، مرة أخرى .
عادل أحمد البدوى ( مصر ) 17_5_2022
التعليقات مغلقة.