إمرأة بلا قلب حنان العشماوي
هكذا لقبها من حولها والمتعاملين معها
لا تثني ارادتها اية عقبات أو موانع
لم يكن يعنيها ما يتحدثون به من وراء ظهرها
من أنها ولدت بعد انتزاع قلبها من موضعه واستبداله بآخر من الفولاذ
عاشت وحيدة بلا رفيق أو ولد أو هكذا ظن الجميع
تحيا من خلال الآخرين تجامل هذه في فرحها و وذاك في حزنه لم تتخلف يوماً عن واجب مفروض او مندوب
امتد بها العمر الجميع يلقبها بالمرأة الحديدية ولا تعترض بل تبدي كل الفخر باللقب
إلى أن كان أحد الأيام و عند عودتها إلى مسكنها فتحت باب شقتهاالخالية وقبل ان تدخل فوجئت بطفل صغير واحد من أبناء الجارات يتقدم منها بحذر ويقول بصوت منخفض ثم مالبث أن بدأ في الارتفاع
أمي تقول انك لست مثلنا وتوقف ونظر خلفه فإذا بأصوات ضحكات خافتة نظرت إلى حيث صدر الصوت
لمحت عدة صبية في مثل عمره مختبئين خلف أحد الاعمدة
نظرت للصغير باسمة وقالت اكمل خبرني ماذا قالت أمك
أجاب وقد اخفض رأسه قالت ان بداخلك قلب من حجر
ابتسمت للصغير وصدرت عنها تنهيدة
وقالت نعم يا صغيري يوماً ما وأثناء نومي دخل لص سرق قلبي دون أن أشعر ووضع حجراً بدلا عنه
والان عد لأصدقائك فإنهم ينتظرونك
عاد وعلى وجهه ابتسامة النصر
ودخلت هي إلى منزلها وقد ترقرقت دمعة ما لبثت أن انسابت حين لمحت الصور الباسمة المعلقة فوق الحائط
التعليقات مغلقة.