موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إمرأة خاوية الفراش عبر الحدود …مقاربة وقراءة للأديبة إيمان حجازي

340

قالت أنها عندما رأت الكتاب لأول وهلة قرأت العنوان (إمرأة خاوية الوفاض) ثم انتبهت إلى أن الكلمة هي الفراش وليس الوفاض.
ولكونها تعلم أن الوفاض هو تحقيق نتائج سلبية لمجهودات إيجابية ِ ولكونها تعرف أن كلمة الوفاض في المعجم هو قطعة الجلد بين فكى الرحى ِ فقد ترك لديها هذا المعني أسئلة وتوقعت أنه في قراءة العمل ربما تجد الإجابة.
تركت إيمان لخيالها العنان حتى كادت الجزم بأنها أمام حكايات تتناول هذا النوع من الأدب المسمى ب (المسكوت عنه) ِ وتساءلت هل توقعاتها حقيقة؟ فلابد لها إذن من الغوص في طيات الكتاب حتى ترى.
ولم تظل حيرة إيمان كثيرا فقد أجابت الكاتبة بنفسها على هذا السؤال بالإيجاب في مستهل سطورها. وكان في هذا تشجيع واستدراج لإيمان كي تستمر أو تبدأ القراءة.

تقول إيمان بعد القراءة ولو غافلني النظر إلى جنسية الكاتبة اليمنية لكان من الممكن أن أعتبرها مصرية بإمتياز ، فهى قد حذت حذو كاتبتين مصريتين هما الكاتبة موني عساف Mony Assaf
والدكتورة حنان اسماعیل
Dr-Hanan Esmail
فهما كاتبتان مصريتان قد نزلتا هذا المضمار وكان لي أن قدمت مقاربتي لبعض من أعمالهما.
فهن جميعا كاتبات مهمومات بالشأن العام وليس فقط ما يخص قضايا المرأة، كاتبات يأخذن على عاتقهن كشف عوار المجتمع ونزع ورقة التوت التي يتستر خلفها فيفضحنه رغبة في الإصلاح وليس كرها ولا حقدا.

وأضافت إيمان سألت نفسي أو سألتني هل هذه الكتابة هى ما يطلق عليها (الكتابة النسوية) ؟
وبعد اكتمال القراءة والتعرف على موضوعات بطلها رجل مهضوم حقه أو مظلوم ، فهذا ينفي صفة النسوية أو يبرؤها إذا كانت النسوية كنوع من الكتابة تهمة، غير أني ككاتبة وناقدة بل كقارئ متزوق لا أعدها تهمة يجب التنصل منها.

وقد تراءى لإيمان أنه لابد من التحدث أولا وقبل تناول العمل عن أهم سمات (القصة القصيرة) التي هي

وحدة الزمان
*وحدة المكان

وحدة الشخوص
*وحدة الحدث
*التكثيف
*البعد عن الكلاشيهات
*البعد عن النهايات التقريرية أو (البعد عن فن البورتريه)
*الحفاظ على دهشة الختام.

ثم قالت والآن يمكننا الدخول إلى العمل عبر عتبات النص المعروفة والتي أولها
(صورة الغلاف)
فنحن نرى على الغلاف رجل يقف منتصبا فاردا هامته رافعا يده في حركة تنمرية واضحة، في إستعداد تام لتنهال على المرأة الجالسة في إستسلام بل في خنوع أمامه.
لغة الجسد بالنسبة لهذا الرجل والمتمثلة في رفع يده وضم أصابعه وفرد كفه بشدة تشي بعقيدة تقرر أنه مقتنع ويمارس حقه الطبيعي وربما القانوني.
بينما لغة جسد المرأة الجالسة المتكورة المتكومة أمامه والتي تعقد كلتا يديها وتتخلل أصابعها بعضها البعض، وتجلس مطأطأة الرأس ساندة رأسها على قبضتى يديها المتداخلتين في إعلان صريح للاستسلام والإستكانة وقلة الحيلة.
أيضا ربطة رأس المرأة وقعص شعرها يدل على حيز الحرية الموءود وعلى بتر الإرادة لهذه المرأة.

أما طمس تقاسيم وتعابير الرجل والمرأة وتغطيتهم باللون الأسود لهو دليل على الانتشار والشيوع والتعميم.

بينما توجد في خلفية الصورة وجه لإمرأة لا يظهر منه غير عيونها وشعرها الحر الطليق، وهى محاطة بالألوان الزاهية عكس الغلاف وكأنها العالم المتمدين المتحضر يقف ينظر إلي العالم الثالث ولا يحرك ساكنا.

والعتبة الثانية للنص هي (العنوان وإسم الكاتبة)
فقد جاءا باللون الأحمر في صيحة ثورة تعلنها الكاتبة على المجتمع وكذلك على العالم.

العتبة الثالثة (ال paragraph الذي تم اختياره على الغلاف الخلفي للكتاب) فهى مقطوعة على لسان إحدى بطلات الكتاب تدعى (سلمى) بينما هى لم تنل من اسمها أى حظ حتى أنها تختم المقطوعة بأنها ما زالت تسمع صوت تهشم أو تحطم ساق أمها بفعل أبيها.
جاء اختيار هذه المقطوعة موفقا جدا متوائما مع صورة الغلاف وكذلك العنوان وقد تم توظيفه بشكل جيد لتأكيد المعنى في عقل الكاتبة.

العتبة الرابعة (الأهداء)
وقد جاء إلى كل مظلوم
إلى كل محروم
إلى كل مضطهد
ولكى تؤكد الكاتبة رسالتها ختمت الإهداء
إلى كل رجل ذي ضمير
ورحمة وإنسانية
وكأنه ما زال بعقلها وقلبها ثمة أمل ألا تبقى السيدات خاويات الوفاض بعد جهد إيجابي يبذلنه في الحياة وألا يُكفَّين حياتهن جميعا خاويات الفراش.

ثم قالت إيمان بعد الانتهاء من عتبات النص آن لنا الآن أن نتحدث عن المجموعة
جاء الكتاب في 49 موضوعا منها 11 موضوعا يحمل إسم المرأة الخاوية الفراش وكان من الأليق أن يتم الإكتفاء بموضوع أو إثنين حتى لا توصم الموضوعات بالتكرار ولا يصاب القارئ بالملل.

تحوي موضوعات الكتاب نوع مختلف من الكتابة وهو المعروف بالمتتالية وذلك في عنوانين يحملان إسم (كمال ومريم) و (بائعة الجسد) وذلك دون تنويه ولا إعلان عن اقتحامها لكتاب يحوي قصص قصيرة منفصلة.

كما يوجد أيضا بالمجموعة ما يسمى بفن (البورتريه) هو ذلك النوع من الكتابة الذي يجمع بين السرد الفني والنهايات التقريرية للمقال ويتمثل هنا على سبيل المثال في (عجائب المصريين).

وعرفت إيمان الكاتبة وذلك للتأكيد على معلومة ذكرتها من قبل أنها من صنف الكاتبات الجريئات التي تأخذ على عاتقها تجريد المجتمع من عوراته بكشفها ومحاربتها لرفع راية الإصلاح ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، فهى تتعرض في كتابتها إلى
*العنف ضد المرأة الذى يعتبر أفظع عورات المجتمع العربي.
*تجارة الرقيق والتي تتمثل في زواج الفتيات الصغيرات لأثرياء وكواهل العرب وهو ما يزيد نسبة الطلاق ويزيد إشغال محكمة الأسرة.
*زواج غير الأكفاء وهو ما ينتج وجود المرأة المعيلة.
*تعرضت في كتابتها إلى أولاد الشوارع وتناولت معاناتهم الاجتماعية والأخلاقية.
*اهتمت بما تخلفه مواقع التواصل الاجتماعي من مشكلات في المجتمع عن طريق إلتقاء الثقافات وإعتناق الغريب منها.
*طرح قضايا الأطفال (عطايا الرب) الذين لحكمة لا يعلمها إلا هو يأتون إلى الدنيا محملين بنقص ما، فهى تعرضت لرفض بعض الآباء ضعاف النفوس لهؤلاء العطايا.
*الربط بين ثالوث الدين والسلطة والمال.
*فرض مظاهر الدين بالغصب في بعض الحالات وهو ما ينتج عنه الفجور الاختياري.
*تعرضت أيضا إلي الشذوذ الجنسي (المثلية) وإنتشاره .
*تناولت كذلك عوار (السحاقيات) وتوارثه.
*كما تعرضت لسلطة البدلة العسكرية سلبا وإيجابا.
*تكلمت عن عقوق الوالدين
*وأيضا تناولت عقوق الأبناء.
*طرحت مشكلة العنوسة التي تجعل الصديقة تخون صديقتها.

كل هذه الموضوعات المهمة طرحتها الكاتبة في هذا المنجز الذي بين أيدينا وهو إن دل يدل على أننا في حضرة كاتبة مهمومة جدا بقضايا مجتمعها بصفة عامة وليس فقط قضايا المرأة الطفل كما ذكرنا من قبل.

وقالت إيمان أن هذه المجموعة ذكرتها بأيام كانت تعمل صحفية وكانت تحرر باب حكايات قلب فكانت مثل هذه القضايا مطروحة بكثرة على واقعها اليومي، وقالت بالطبع لم أكن رائدة في هذا المجال إنما تعلمته من باب بريد الجمعة وأستاذنا المرحوم عبدالوهاب مطاوع.

ولأنه (لابد مما ليس منه بد)
توجهت إيمان للكاتبة قائلة اسمحي لي في بعض المشاكسة
فبعد تعريف القصة القصيرة في البداية وتحديد سماتها الرئيسة فلابد من التأكيد على الآتي
*جاءت بعض العناوين كاشفة واضحة المغزى وهذا يعد عيبا لأنه لا يفتح أفق التوقع لدى القارئ الذي تبتغيه المدارس الحديثة أن يكون شريكا في الكتابة وذلك مثل (إمرأة محرومة) وكذلك (عمو لا تغتصبني).
*كما انتمت بعض الموضوعات إلى أدب المقال وكان ختامها تقريريا مثل (عجائب المصريين) وقد ذكرنا هذا أيضا.
*وأيضا جاءت بعض العناوين وكأنها ملخص رواية وليست قصة قصيرة، وهذا ليس غريبا ولا مستبعدا لأن كاتبتنا بالأساس روائية متحققة ولذلك وجب التنبيه والهمس في أذن الكاتبة ألا تبخل على القارئ بإبداعها الروائي المتميز.
*تحوي المجموعة على العديد من الكلاشيهات.
*هناك كثيرا من الإطناب والشرح والحشو وهو ما يعتبر دخيلا على عناصر القصة القصيرة التي تهتم بالحذف وتعتمد على المعنى المنبثق أو المدفون بين الأحرف والسطور.
وهذه الموضوعات التي تتصف بالتطويل تذكرني بمقولة للشاعر والناقد الصديق حمدى عبد الرازق فهو إذا ما قرأت عليه قصة قصيرة بها حشر وإطناب فعلى الفور يقول عبارته الشهيرة (هذه قصة قصيرة طوووووويلة جدا).

وأضافت إيمان بأنها وهى تقرأ انتابها إحساس بأن الكاتبة تعتمد على المشافهة وهذا الاستنتاج نبع من دخول الكاتبة للقصة محملة بحدث ما تدور حوله الكتابة ثم ينبثق من الكتابة موضوع جديد لم يكن في الحسبان فتغلق علي إثره القصة، وهذا مختلف كلية عن إندهاش الختام مثل (حبيبي الذي لا حق لي فيه).

وفي النهاية قالت إيمان دعوني أختم كلمتي بالقول بأنه بعيدا عن السرد والإطناب والتكرار والحبكة والختام المدهش إلا أن موضوعا يحمل عنوان (إغتصاب المشلول) جاء كفكرة رائعة، مهولة، معبرة عن حدث جلل.
هو من منظوري لا يتكلم عن المعوق الذي يعيش على الرصيف في الشارع، المعوق الذي لا يستطيع فرد قامته ويستخدم يديه في الحركة.
الذي إستسلم بضعفه للجهل والغباء والجحود وترك جسده للشذوذ يعبث به ويلوثه ثم يورثه كثيرا من العار والخزي قليلا من المال.
ليس هو الذي إغتصبته القوى الحاكمة المنوط بها حمايته.
هو ليس الفرد
هو ليس المواطن في أي بلد عربي
ولكن هو هنا يعد رمزا
نحن نتحدث عن الوطن
الوطن الواحد
الوطن العربي
وبهذه القصة لو لم تكن الكاتبة قد كتبت بين غلافي الكتاب ما هو جميل وجاد ويهم المجتمع غيرها، لكفتها جدا، ولجعلت من كاتبة وناقدة مثلي أن ترفع لها القبعة. فمثلما أنه قد يخلد شاعرا من أجل بيت شعر واحد أو قصيدة واحدة، فأيضا ربما بسبب قصة واحدة تذكرنا دوما صفحات الأدب عبر التاريخ.
أخيرا أكرر التهنئة وأتمنى المزيد من الألق للكاتبة اليمنية جهاد الجفري.
إيمان حجازي
أديبة ومترجمة

التعليقات مغلقة.