موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إنتقام الجغرافيا د.أحمد دبيان

175

إنتقام الجغرافيا د.أحمد دبيان

انتقام الجغرافيا

ما الذي تخبرنا به الخرائط عن الصراعات المقبلة

كتاب من تأليف روبرت كابلان

The Revenge of Geography

What the Map tells us about coming conflicts ?

يتحدث الكاتب عن كيف تنتقم الجغرافيا الطبيعية من الجغرافيا السياسية ، وهي قاعدة ثابتة لحوار التاريخ الأزلي مع الجغرافيا .

فالاتصال الجغرافى الطبيعى دائما ما يلقى بديناميكيته على الجغرافيا السياسية والحدود المصطنعة حتى مع محاولة النظام السياسى القيام باجازة تاريخية فى حقبة ما .

‎تُعد نظرية قلب العالم التي جاء بها هالفورد ماكيندر في مقال له تحت عنوان“محور الارتكاز الجغرافي في تعاليم التاريخ – The Geographical Pivot of History“، أَوَّلْ نظرية عامة في الاستراتيجية العامة والقوى العالمية.
‎فقد قَدَّمَ ماكندر مفهوم قلب العالم – HeartLand ليُفسر للإمبراطورية البريطانية الحاجة إلى معالجة التوسع الروسي باتجاه الخليج الفارسي، في وقت كانت روسيا تعزز بقوة نظام القوة البرية الممثلة من طرف روسيا أنْ تكون تقريباً كمحرك للقوة البحرية الممثلة من طرف الإمبراطورية البريطانية وهذا يمنح مزايا حاسمة في جزيرة العالم.
‎حدود قلب العالم وميزاته
‎من خلال هذه النظرية قدم ماكندر إحدى النظريات المختصة بمجال صراع القوى العالمية تنظر إلى العالم ككل نظرة كوكبية، كما هو الذي ربط بين المساحات الضخمة والموقع المكاني، فقد وجد أنَّ الماء يشغل ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية، بينما تشغل اليابسة ربع مساحتها فقط، كما وجد أنَّ (قارات العالم القديم) الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا تشغل ثلثي مساحة اليابسة، ويسكن هذه القارات الثلاث نحو 90% من سكان العالم بينما لا يسكن القارات الأخرى سوى 10%، كما اعتبر قارات العالم القديم الثلاث قارة واحدة أطلق عليها جزيرة العالم – World Island، ويرى ماكندر أنَّ من يستطيع أنْ يسيطر على جزيرة العالم فإنَّه يستطيع أن يسود العالم كله، وأنَّ أيَّة قوة بحرية لن تقف في وجه القوة البرية بحكم أنَّ الأخيرة ستكون مسيطرة على هوامش الجزيرة العالمية بما في ذلك القواعد البحرية، كما أنَّ القوة البرية بما تمتلك من إمكانيات بشرية وموارد طبيعية ستكون في مركز أقوى يمكنها من غزو أية قارة أخرى و فرض السيطرة.

بعد سقوط الاتحاد السوفيتى وتفككه ورغم جراحات الجغرافيا السياسية باستقلال اوكرانيا ولاتفيا وجورجيا فان انتقام الجغرافيا المتبادل ادى الى اضعاف روسيا مرحليا لتحاول الحصول على ضمانات بعدم محاولة الغرب التواجد او ضم تلك الجمهوريات لعبائته ولتستعيد روسيا وعيها وارادتها بعدها لتعيد رتق ثوابت جغرافيتها السياسية وامنها القومى التاريخى.

فى الحالة المصرية الراهنة يبدو انتقام الجغرافيا على اشده.
فمصر العظمى التاريخية لا تحيا الا بدوائرها الثلاث الافريقية والعربية والدينية (اسلامية ومسيحية) كميراث جغرافى حتمى

كانت الدوائر فى الحالة الفرعونية

تأمين مملكة نباتا، تجارة مع بلاد بونت، تجارة وضبط حدود وقوة ناعمة بتربية ابناء القبائل الحيثية فى مصر .
وهو حديثا تأمين دائرتيها العربية والأفريقية.

لتأتى الدائرة الدينية بنقل عبادة آمون وايزيس الى المحيط الجغرافى بتمدد ناعم شرقا وشمالا.

فى العصر الحديث وفى عهد محمد على والخديوى اسماعيل ظلت الدوائر الثلاث حاكمة فتم التوسع عسكريا افريقيا جنوبا وتم وصل القوس الشرقى شاما وتم سحق قوى الهوس الدينى شرقا لتكمل دائرتها الدينية.

ظلت الدوائر الثلاث التى فهمها الزعيم جمال عبد الناصر ولم يبتدعها فقد سبقه فيها تحتمس الثالث بصياغة منظومة الأمن القومي المصري التاريخي، لتأتي الجراحات الاستعمارية المضادة بغرس استيطاني يمثل سدة جغرافية مصطنعة لكبح جماح حركة التاريخ فلا نستغرب ابدا ان التخطيط لهذه السدة التاريخية الجغرافية جاء بعد محاولة محمد علي التاريخية للتوسع والتمدد .

حين اختارت مصر اجازتها التاريخية تحت مسميات الواقعية السياسية التي لا يفتأ البعض يلوكها ويمضغها كان انتقام الجغرافيا مروعا ليتكالب عليها الجميع شرقا وغربا وجنوبا ، ولننتهي الي تهديدات وجودية تاريخية ليتهدد قلب الوادي بالغزو الثقافي التجريفي والعطش المهدد .

يظل عزاؤنا انه مهما طال الأمد أو تهافت المتهاونون سيكون انتقام الجغرافيا مروعا بلفظ الجسد السرطاني الغريب المغروس لينحسر التمدد المضاد المصاحب لانكماش الوادي التاريخي وضعفه حتي وان طال ارغام الجسد علي التعايش معه ،

فمآله في النهاية اللفظ والفناء.

التعليقات مغلقة.